في تصريح رسمي، قالت وزارة المواصلات: «لا نملك خطة في هذا الشأن، لأنّ ذلك لا يدخل في نطاق اهتماماتنا في الوقت الحالي».
قد يُصاب زوّار المملكة المتحدة بالفزع لدى رؤيتهم سيارة قادمة إلى يسار الطريق ، ظناً منهم أنّها ستصطدم بهم ، فيما يتساءل كثيرون عن سبب قيادة السيارات في هذا البلد على يسار الطريق ، وجلوس السائق في المقعد اليمين.
«صُدّر هذا القانون إلى اليابان حيث صمم المهندسون البريطانيون سككها الحديدية لتكون قيادة القطار إلى يسار الطريق ، القانون الذي طُبّق على المركبات أيضاً» ، حسبما ذكر موقع بي بي سي.
أمّا رداً على سؤال لماذا تسير السيارات في دول أخرى إلى يمين الطريق؟
يقول «ريتشارد ماس» ، يعيش بالقرب من مدينة تشاثام في جنوب شرقي إنجلترا ، إنّه كان يتعجب دوماً من قيادة الأميركيين سياراتهم إلى يمين الطريق.
ويضيف:
«يعود السبب الذي عرفته إلى العصر الذي كانت الثيران تُستخدم فيه لجر العربات ، وكانت تسير إلى يمين الطريق».
«في نهاية القرن الثامن عشر ، باتت العربات التي يجرها جوادان منتشرة بصورة كبيرة. وكان السائق يجلس خلف الحصان الأيسر ويضرب الحصانين بكرباج يمسكه بيده اليمنى».
ويوضح: «كانت أفضل طريقه لمرور عربة الخيل إلى جوار عربة أخرى من دون احتكاك العجلات ، أن تسير على يمين الطريق».
قبل بضعة قرون من الزمن ، كان الجميع تقريباً وفي كل مكان حول العالم يسيرون إلى يسار الطرقات عادة ، والسبب في ذلك بسيط إلى حد بعيد ، فتلك الفترات كانت تعتمد الأنظمة الإقطاعية في أوروبا وآسيا ، وكانت تتميز بالكثير من العنف والمناوشات بين الإقطاعيات المتجاورة والأمراء المتنافسين ، وهذا ما يعني أن الفرسان حينها كانوا في حالة من الترقب والحذر الدائم لأي شيء قد يقابلهم على الطريق ، ومع كون معظم الأشخاص يستخدمون اليد اليمنى لمعظم الأشياء ، فالفرسان كانوا يفضلون السير إلى يسار الطريق بطبيعة الحال.
كان السير إلى يسار الطريق يتيح للفرسان القدرة على التصدي للخطر الذي يأتي ممن يواجههم بشكل أسرع، فكون الفارس يسير إلى اليسار فالذي يسير بالاتجاه المعاكس سيكون إلى يمين الفارس وبالتالي فالهجوم عليه أو التصدي له سيكون أسهل بكثير كون اليد اليمنى هي اليد المستخدمة عادة ، ومع كون غمد السيف يوضع على الناحية اليسرى من الجسم عادة ، فالسير إلى يسار الطريق يقلل احتمال اصطدام الغمد بالمارة عند الالتقاء على الطريق.
«الجيوش الرومانية كانت تسير إلى يسار عربات الحرب ، وهو التقليد الذي توارثناه حتى اليوم».
بحلول عام 1794 تم فرض القيادة إلى اليمين حصراً في مدينة باريس ، ومنها انتقل الأمر إلى أرجاء فرنسا التي أصبحت من أوائل البلدان التي تشرع ذلك ، ومع وصول نابليون إلى الحكم واحتلاله لجزء كبير من أوروبا ، فقد قام بتحويل العديد من البلدان إلى نظام القيادة إلى اليمين بشكل حصري ، ومن هناك بدأ الأمر بالانتشار في جميع البلدان تقريباً حيث القيادة إلى اليمين أنسب من مختلف النواحي ، لكن بالطبع فهناك بلدان رفضت ذلك وحاربته حتى: الإمبراطورية البريطانية.
بعض الحالات كانت معقدة نوعاً ما ، فهولندا مثلاً كانت تمتلك مستعمرات في إندونيسيا ونقلت قوانين القيادة إلى اليسار إليها ، وعلى الرغم من أن هولندا نفسها انتقلت للقيادة إلى يمين الطريق فالمستعمرات بقيت تقود إلى اليسار كما النظام القديم حينها. بالإضافة لذلك فالمستعمرات البريطانية في أمريكا (الولايات المتحدة وكندا) كانت ترغب بالنأي بنفسها عن الإمبراطورية من ناحية ، وتأثرت بموجات الهجرات الأوروبية (بالأخص من فرنسا وألمانيا) لتنتقل للقيادة إلى اليمين بدلاً من اليسار كما بلدها الأم.
حاولت الحكومة البريطانية ، تغيير نظام القيادة في عام 1969 ، بعد عامين من تحوّل السويد للقيادة إلى اليمين ؛ لكنّ الفكرة رُفضت ، بسبب دواعي الأمان.
وقد بلغت الكلفة المادية المترتبة على تغيير اتجاه السير حينها ، 264 مليون جنيه إسترليني ، أي ما يعادل 4 مليارات جنيه إسترليني بحساب اليوم ، ولكن بالنظر إلى التطور الكبير الذي طرأ على البنى التحتية بعد هذا العام ، فإنّ التكلفة ستكون أقل بكثير من الواقع.
من جانبه ، أفاد أمين المتحف البريطاني للسيارات ، ستيفين لينغ ، بأنّه لا يتخيّل بريطانيا وقد غيّرت اتجاه سير مركباتها:
«فقد صممت الطرق على أساس السير إلى جهة اليسار ، ولا أستطيع أن أتصوّر تغيير ذلك مستقبلاً».
«لا نملك خطة في هذا الشأن ، لأنّ ذلك لا يدخل في نطاق اهتماماتنا في الوقت الحالي».
خريطة دول العالم للقيادة على اليمين وعلى اليسار |
COMMENTS