نفّذت الفرقاطة "مونتروز" أول مهمة حماية في الخليج حيث تصاعدت التهديدات الإيرانية للملاحة البحرية في إطار الجهود المب...
نفّذت الفرقاطة "مونتروز" أول مهمة حماية في الخليج حيث تصاعدت التهديدات الإيرانية للملاحة البحرية
في إطار الجهود المبذولة لحماية الملاحة البحرية في الخليج العربي، أعلنت المملكة المتحدة أن سفينة حربية بريطانية سترافق السفن التي ترفع علم بلادها أثناء مرورها عبر مضيق هرمز، في تغيير لسياسة لندن التي قالت سابقاً إنها لا تملك الموارد العسكرية الكافية لذلك.
وقال متحدث باسم الحكومة البريطانية، في بيان الخميس 25 يوليو (تموز)، إن الفرقاطة البريطانية "مونتروز" الموجودة حالياً في المنطقة سترافق السفن، وأضاف "جرى تكليف البحرية الملكية بمرافقة السفن التي ترفع علم بريطانيا عبر مضيق هرمز، سواء كانت فرادى أو في مجموعات، بشرط الحصول على إخطار قبل عبورها بوقت كاف"، وتابع "حرية الملاحة مسألة حاسمة بالنسبة لنظام التجارة العالمي واقتصاد العالم، وسنبذل كل ما بوسعنا للدفاع عنها"، ونفّذت "مونتروز" أوّل مهمّة لها بموجب السياسة الجديدة مساء الأربعاء.
ترحيب من غرفة الشحن البحري
وتصاعد التوتّر بين إيران وبريطانيا منذ احتجاز طهران ناقلة ترفع علم بريطانيا في المضيق، يوم الجمعة 19 يوليو، الأمر الذي وصفته لندن بأنه عمل من قبيل "قرصنة الدولة"، وجاء التحرّك الإيراني رداً على احتجاز القوات البريطانية ناقلة نفط إيرانية قرب جبل طارق، للاشتباه في نقلها نفطاً إلى سوريا، ممّا يخالف قرارات الاتحاد الأوروبي.
غرفة الشحن البحري البريطانية رحّبت من جهتها بالقرار الحكومي الجديد، بعدما دعت سابقاً إلى تعزيز الحماية للسفن التجارية في المنطقة. وقال الرئيس التنفيذي لغرفة الشحن البحري بوب سانجوينيتي، في بيان، "هذه الخطوة ستوفر قدراً من الأمان والاطمئنان وهو أمر مطلوب بشدة لقطاع الشحن البحري في هذه الفترة التي يكتنفها الغموض". وأضاف "على الرغم من ذلك، سنواصل السعي من أجل خفض حدة التوتر في المنطقة".
تغيير في السياسة البريطانية
وإزاء التهديدات الإيرانية، نصحت بريطانيا السفن التابعة لها بتجنّب المرور عبر مضيق هرمز قدر الإمكان، وإخطار البحرية إذا كانت مضطرة لعبوره. كما باشرت السعي إلى تشكيل مهمة حماية بحرية بقيادة أوروبية، لضمان سلامة الإبحار عبر مضيق هرمز.
وكان وزير الخارجية السابق في حكومة تيريزا ماي جيريمي هانت، قال الاثنين إنه "من غير الممكن أن ترافق البحرية الملكية كل سفينة"، غير أن هذا التغيّر في السياسة البريطانية لا يرجع إلى استلام بوريس جونسون رئاسة الوزراء، إذ ذكر مسؤول طلب عدم نشر اسمه أن الحكومة كانت تعمل على الخطة منذ بضعة أيام.
ويمرّ يومياً ما يتراوح بين 15 و30 سفينة كبيرة ترفع علم بريطانيا في الخليج العربي، يعبر ما يصل إلى ثلاثة منها مضيق هرمز.
تنسيق إمكانات وتقاسم معلومات بين باريس وبرلين ولندن
وفي هذا السياق، قالت وزيرة الجيوش الفرنسية فلورنس بارلي، في مقابلة مع صحيفة "ليست روبوبليكان" الفرنسية، إن باريس وبرلين ولندن تعتزم "تنسيق" إمكاناتها و"تقاسم المعلومات" بينها، لكن من دون نشر تعزيزات عسكرية إضافية في الخليج.
وأضافت "كانت لنا اتصالات في الفترة الأخيرة، خصوصاً مع ألمانيا والمملكة المتحدة، لإرساء عمل مشترك من شأنه أن يتيح الإسهام في تأمين النقل البحري في الخليج وأن يكون لدينا تقييم خاص للوضع".
وأشارت بارلي إلى أن المباحثات في هذه المسألة ما زالت جارية، وأكدت أنه "لدينا كل الوسائل في المكان، الأمر لا يتعلق بتعزيزها بل بتنسيق وسائلنا وحماية معلوماتنا"، موضحةً بذلك تصريحات وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان الثلاثاء، التي أشار فيها إلى مباحثات بين دول أوروبية بهدف إطلاق "عملية متابعة ومراقبة للأمن البحري في الخليج".
وتابعت الوزيرة "نعمل على تنظيم أنفسنا نحن كأوروبيين، لكن الأمر المؤكد أن مساعينا ذات هدف واحد يتمثل في خفض التوتر الحالي والدفاع عن مصالحنا... لا نريد المشاركة في قوة يمكن النظر إليها كقوة تفاقم التوتر"، في وقت يسعى الأوروبيون للحفاظ على الاتفاق النووي المبرم مع إيران عام 2015، بعدما باشرت هذه الأخيرة تخفيض التزاماته به رداً على العقوبات الأميركية عليها.
اجتماع في الولايات المتحدة
تزامناً، تعقد الولايات المتحدة وبريطانيا ودول أخرى اجتماعاً في ولاية فلوريدا الأميركية، الخميس، لبحث سبل حماية الملاحة في المنطقة من التهديدات الإيرانية، وتدعو واشنطن، التي تملك إلى الآن أقوى وحدة بحرية غربية في الخليج، حلفاءها للانضمام إليها في عملية لحماية الملاحة هناك. لكن الدول الأوروبية، التي تختلف مع واشنطن في قرارها الانسحاب من الاتفاق النووي وفرض عقوبات على إيران، متردّدة في الانضمام لمهمة بقيادة أميركية، خشية زيادة التوتر في المنطقة.
وقال ثلاثة دبلوماسيين من الاتحاد الأوروبي، الثلاثاء، إن فرنسا وإيطاليا والدنمارك تدعم فكرة تشكيل مهمة بقيادة أوروبية في الخليج. وفي ألمانيا، نقلت مجموعة "آر أن دي" الإعلامية عن مشاركين في اجتماع للجنة العلاقات الخارجية في البرلمان الألماني قولهم، إن برلين مستعدة للمشاركة في خطة بريطانية لتشكيل مهمة بحرية بقيادة أوروبية.
وذكرت المجموعة أن وزير الخارجية هايكو ماس قال في الاجتماع، الذي عقد الخميس، "نرغب في أن نكون هناك"، وأضافت أن تصويتاً سيجري في البرلمان على منح تفويض للانضمام للمهمة, وتعليقاً على ذلك، قال متحدث باسم الخارجية الألمانية إنه "من السابق لأوانه الحديث عن شكل المشاركة الألمانية المحتملة في مهمة بحرية بمضيق هرمز".
تنسيق عربي- خليجي
عربياً، نقلت وكالة الأنباء الكويتية عن المدير العام لمؤسسة الموانئ الكويتية ورئيس اتحاد الموانئ العربية يوسف عبدالله الصباح قوله، الأربعاء، إن هناك تنسيقاً "خليجياً-عربياً" لتأمين سلامة حركة السفن في مياه الخليج. وأشار الصباح إلى "وجود خطط بديلة لأي تطورات في المنطقة".
في المقابل، نقلت وكالة الأنباء الرسمية في إيران عن نائب وزير الخارجية عباس عراقجي قوله، إن إيران هي الضامن لأمن المضيق وإنها لن تسمح بأي اضطراب في الملاحة فيه. وتكثّفت في الأشهر الأخيرة هجمات استهدفت ناقلات نفط، نسبتها واشنطن لطهران، في حين نفت هذه الأخيرة ذلك.
اندبندنت
COMMENTS