حديقة السموم (The Alnwick Garden)

الجميع يعلم أن الحدائق هي أماكن للتنزه والإستمتاع بالطبيعية وسط الأشجار والزهور التى تبعث السرور والهدوء على النفس ولكننا اليوم سوف ن...

الجميع يعلم أن الحدائق هي أماكن للتنزه والإستمتاع بالطبيعية وسط الأشجار والزهور التى تبعث السرور والهدوء على النفس ولكننا اليوم سوف نتحدث عن نوع آخر من الحدائق يختلف كلياً عن المفهوم السابق للحدائق.






حديقة السموم ألنويك Alnwick توجد فى بريطانيا بولاية ألنويك فى نورثمبيرلاند وهي واحدة من أكبر الحدائق العامة هناك وهي تعتبر جزء من الحديقة الكبرى الملحقة بقلعة ألنويك.
تم عزلها عن الحديقة الكبرى بجدار يحيط بها من جميع الجهات وبوابة مغلقة على الدوام نظراً لخطورة النباتات الموجودة بها.

وتعتبر قلعة ألنويك ثاني أكبر قلعة فى بريطانيا، وهي قلعة تاريخية شيدت قبل 900 سنة في مقاطعة نورثمبرلاند في أقصى شمال شرق إنجلترا، وهي الآن وجهة سياحية مفضلة حيث يزورها 800 ألف شخص سنوياً .

تحتل حديقة النباتات السامة جزء صغير من مساحة 162 ألف متر مربع من المساحة الإجمالية لحديقة قلعة ألنويك.
وقد أُطلق عليها حديقة السموم، نظراً لإحتواءها على مجموعة من النباتات الأكثر سمية وخطورة في العالم والتي منها ما لا يجوز أكله والبعض لا يجوز لمسه أو حتى استنشاق رائحته.

تضم حديقة السموم ما يقرب من 100 نوع من المخدرات غير المشروعة بما فيها الخشخاش، الذي يستخدم في الصناعة، إلى جانب نبات اللفاح البلادونا السام (المعروف باسم الباذنجان القاتل)، ونبات Strychnos nux-vomica أو السم الجوزي الذي يستخدم لإستخراج سم الأستريشينين.

 ايضًا من النباتات السامة الموجودة في الحديقة نبات الاستركنين ونبات الكوكا ونبات ست الحسن ونبات الشوكران الأبقع، نبات الاستركنين تُستخرج منه مادة الاستركنين السامة، وغني عن الذكر أن نبات الكوكا يستخرج منه مخدر الكوكايين.

شاهد: حديقة السموم في بريطانيا - تقرير عربي:

حيث إن ابتلاع ورقة واحدة أو ثمرتين من نبات ست الحسن قد يسبب الموت، نبات الشوكران شديد السمية لدرجة أن رائحته سامة.

 ويعتقد أن الإغريق كانوا يستخدمون عصير الشوكران لإعدام المجرمين والمعارضين السياسيين، حتى أن بعض المصادر تُرجح أن سقراط الفيلسوف اليوناني الشهير اُعدم بإجباره على شرب عصير الشوكران .

ووفقاً لموقع “ياهو” فحديقة السموم تم اضافتها في فترة حديثة لحدائق ألنويك التي يعود تاريخها لعام 1750، والتي أُفتتحت بغرض ترسيخ تقليد الإهتمام بالنباتات والمواد السامة الذي عرفت به إنجلترا منذ قرون عدة.




والشعار الذي تحمله الحديقة السامة هو (لا للمخدرات)، والهدف الوحيد من زراعتها هو تثقيف الجمهور وليس إلحاق الضرر بهم.

يتواجد في الحديقة فريق من المرشدين لمرافقة الزوار لتعريفهم على النباتات السامة واستخداماتها ومدى خطورتها، ايضًا فإن اللافتات التحذيرية المكتوب عليها ممنوع اللمس، ممنوع الشم، ممنوع قطع النباتات تم توزيعها في الحديقة، كما وضع لوحات تحذيرية عند مدخل البوابات مكتوب عليها (هذه النباتات قاتلة)، ولضمان سلامة الجمهور ولصد السارقين يقوم قسم المراقبة في الحديقة بحراستها ومراقبتها على مدار الساعة، كما تم بناء سياج حديدي حول بعض النباتات الخطيرة لتجنب حوادث التسمم أو سرقة النباتات لاستخدامها في صنع المخدرات.






الحديقة لها تاريخ عريق وقد حُظيت بأهتمام كبير خلال حكم دوق نورثمبرلاند، لكن تم إهمالها بعد الحرب العالمية الثانية، إلى أن قامت دوقة نورثمبرلاند "ين بيرسي" بتجديد وإصلاح الحديقة بعد أن انتقلت إليها عام 199، وذلك بغرض التعريف بأهمية النباتات واستخدامتها في صناعة الأدوية وعلاج الأمراض والتعريف بالنباتات التي تقتل أو التي تستخدم في صنع المخدرات، من خلال الحديقة، ونثقفهم عن مساوئ المخدرات وعن مساهمات علم النبات فى تطوير الأدوية. وقد استوحت الدوقة فكرة الحديقة من حديقة سامة بالقرب من بادوفا بايطاليا استخدمها الـ ميديشى Medici في قتل اعدائهم.