تواجه الحكومة في لندن ضغوط من عدة جهات. أولاً، أولئك الذين صوتوا لصالح خروج بريطانيا يطالبون بضرورة أن تقوم بريطانيا وبشكل كامل بضبط حدو...
تواجه الحكومة في لندن ضغوط من عدة جهات. أولاً، أولئك الذين صوتوا لصالح خروج بريطانيا يطالبون بضرورة أن تقوم بريطانيا وبشكل كامل بضبط حدودها والسيطرة عليها، مما يعني تقليص أعداد المهاجرين واللاجئين.
وعلى الجهة المقابلة، يخشى أصحاب الأعمال أن لا يكون هناك عمالة كافية إذا تم تقليص عدد المهاجرين. وفي بعض مناطق بريطانيا كأسكتلندا يفضلون زيادة عدد المهاجرين للمساهمة في ازدهار الاقتصاد هناك.
لا تغيرات دراماتيكية
أكثر من سيتأثر من المهاجرين ببريكست هم الأوروبيون المقيمون في المملكة المتحدة والذين سيتم السماح لهم على الأرجح بالبقاء فيها، إلا أن العمالة غير الماهرة الراغبة بالهجرة لبريطانيا ستواجه صعوبات بدخول البلد.
وبالنسبة للمهاجرين غير الأوروبيين فإن تأثير بريكست المباشر سيكون محدوداً، حسب الأستاذ في جامعة أكسفورد ألكسندر بيتس.
وحتى اليوم وقبل خروجها من الاتحاد تمتلك بريطانيا مرونة أكثر من غيرها من دول الاتحاد الأوروبي ما يجعلها أكثر قدرة على التكييف سواء كانت داخل أو خارج الاتحاد.
على سبيل المثال، بريطانيا ليست عضواً في فضاء شينغن، مما يعني أن عدد الواصلين إليها من اللاجئين قليل جداً نسبياً.
ولبريطانيا اتفاق مع فرنسا يسمح لها بالقيام بالتفتيش على التراب الفرنسي. كما وقع قادة البلدين نسخة معدلة أكثر قوة من سابقتها في يناير/كانون الثاني الماضي، يتم بموجبها نصب كاميرات مراقبة وتقنيات تتبع وسياج أمني في مدينة كالييه الفرنسية وغيرها من الموانئ على طول القنال الإنكليزي. ولن يتأثر الاتفاق ببريكست على الأرجح.
وماذا عن الالتزامات الدولية؟
التزامات بريطانيا في ملف اللاجئين تنبع من ميثاق الأمم المتحدة الخاص باللاجئين.
ويلزم الميثاق الدول بضمان حقوق اللاجئ كالتعهد بعدم إعادته لبلاد قد يواجه فيها الاضطهاد، وحق الدخول في سوق العمل، والحصول على التعليم والرعاية الصحية.
وستبقى بريطانيا ملتزمة بالميثاق.
وبعكس باقي الدول الأوروبية، بريطانيا ليست معنية ببرنامج الحصص الخاص بتوزيع 160 ألف لاجئ موجودين في اليونان وإيطاليا.
غير أن بريطانيا تعهدت باستقبال 20 ألف لاجئ سوري حتى 2020، كما تعهدت في عام 2016 بإعادة توطين أناس آخرين يتعرضون لخطر وخاصة الأطفال.
وكل تلك التعهدات لن تتأثر ببريكست.
وما قد يتغير هو مشاركة بريطانيا في عمليات مكافحة التهريب تحت قيادة قوات فرونتكس الأوروبية.
"تفويض بتشديد سياسة اللجوء"
مهما يكن من أمر قد يكون هناك تغيرات على المهاجرين من خارج أوروبا وعلى طالبي اللجوء بعد بريكست.
ويقول الأستاذ بيتس أنها قد تكون "غير مباشرة؛ إذ أنها قد تنتج عن تغير البيئة السياسية في داخل بريطانيا وليس من خروجها من الاتحاد".
وحسب رأي بيتس قد تسلك بريطانيا طريقين:
أولهما هو منح الحكومة الفرصة لانتهاج سياسة أكثر رشداً. وثانيهما أنها قد تتجه للتشدد، إذا قد تشعر بريطانيا أن التصويت على الخروج من الاتحاد هو تفويض بها لمزيد من التشدد.
وفي كل الأحول سينخفض عدد اللاجئين بعد بريكست، وفقاً للأستاذ بيتس.
أرقام وحقائق عن الهجرة واللاجئين في بريطانيا
حسب الجهات الرسمية يعيش في بريطانيا من أيلول/سبتمبر 2016 إلى أيلول/سبتمبر من 2017 ، حوالي 244 ألف مهاجر.
والرقم يشكل تراجعاً عن السابق، غير أنه يبقى فوق هدف الحكومة وهو أقل من 100 ألف.
هذا بينما ارتفع عدد المهاجرين من خارج الاتحاد الأوروبي لأعلى مستوى له في ست سنوات.
ومُنح في عام 2017 ما يقارب 15 ألف شخصاً أنواع مختلفة من اللجوء والحماية وإعادة التوطين.
وتم إعادة توطين أكثر من 10 آلاف سوري منذ عام 2014.
وكانت بريطانيا الخامسة على مستوى أوروبا من حيث عدد طلبات اللجوء بواقع 33500 ألف. وكان الإيرانيون في المقدمة من حيث عدد طلبات اللجوء، يليهم الباكستانيون ثم العراقيون.
ماريون ماكغريغور/ خ.س
COMMENTS