يقول الكاتب المسرحي وليام شكسبير: "لا تأتي المصائب فرادى كالجواسيس، وإنما جحافل كالجيوس" ، لعلّ هذه المقولة هي ما تردد في ذهن...
يقول الكاتب المسرحي وليام شكسبير: "لا تأتي المصائب فرادى كالجواسيس، وإنما جحافل كالجيوس"، لعلّ هذه المقولة هي ما تردد في ذهن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون خلال الساعات الماضية التي فقد خلالها أغلبيته في مجلس العموم وفشل في الدعوة إلى انتخابات تشريعية مبكرة، ما حمله إلى التعهد بعدم عرقلة نص تشريعي يطالب بتأجيل جديد لموعد خروج بلاده من الاتحاد الأوروبي.
وقد صوّت مجلس العموم البريطاني مساء أمس الأربعاء ضدّ مذكرة طرحها جونسون لإجراء انتخابات تشريعية مبكرة منتصف شهر تشرين الأول/أكتوبر المقبل على أمل تعزيز موقعه بأغلبية جديدة أكثر تماسكا وقوة، تتيح له التحرك بحرية قبل القمة الأوروبية التي ستعقد في السابع عشر من الشهر المقبل.
التصويت على الانتخابات المبكّرة، قبلها بساعات أجهز النوابُ على خطة جونسون لمغادرة الاتحاد الأوروبي في نهاية تشرين الأول/أكتوبر مع أو بدون اتفاق، من خلال إقرارهم بأغلبية 28 عضواً مشروع قانون يلزم جونسون بطلب تأجيل بريكست لمدة ثلاثة أشهر ما لم يتم التوصل إلى اتفاق ينظم الطلاق بين لندن وبروكسل بحلول ذلك الوقت.
الكتلة البرلمانية لحزب العمّال المعارض غرّدت اليوم على حسابها في "تويتر" أن حكومة جونسون "تعهدت" السماح بأن يمر النص "بكل المراحل" في مجلس اللوردات الخميس والجمعة و"يعود الإثنين إلى مجلس العموم لتعديلات محتملة أخرى"، ما يعني أن ورقة المماطلة في المداولات لجهة كسب الوقت هي أيضاً فقدها جونسون، بعد فقدانه خيار الانتخابات المبكرة والفشل في استثمار تعطيل البرلمان.
لكنّ، وعلى ضوء المستجدات التي أفرزها البرلمان، وجد جونسون نفسه ملزماً بالتوجّه إلى الاتحاد الأوروبي والطلب منعه تأجيل خروج المملكة المتحدة إلى ما بعد الموعد المقرر، وعلى الرغم من أنه أكد عدم ذهابه إلى بروكسل، لكنّه أكد التزامه بتنفيذ القانون.
جونسون خلال المداولات في مجلس العموم مساء أمس قال: إن زعيم العماليين جيريمي كوربن "سيدخل التاريخ الديموقراطي لبلدنا كأول زعيم للمعارضة يرفض المشاركة في انتخابات"، لكن، المؤشرات تدّل على أن جونسون هو أيضاً سيدخل التاريخ من بوابة المغادرة للداوننغ ستريت 10، التي سيسجّل خلالها أقصر مدّة حكم لرئيس وزراء في المملكة المتحدة.
ولعلّ أهم المؤشرات على إمكانية مغادرته المبكرة لرئاسة الحكومة، هو ما ذهب إليه جونسون في أعقاب فشله بالحصول على موافقة البرلمان، من أجل إجراء انتخابات وطنية مبكرة، حيث قال: "إذا كنت لا أزال رئيس وزراء بتاريخ الخامس عشر من تشرين الأول/أكتوبر، سآخذ بريطانيا إلى خارج الاتحاد الأوروبي في الحادي والثلاثين من الشهر نفسه".
رئيس الوزراء البريطاني، إذا، لا يستبعد إمكانية رحيله من الداوننغ ستريت 10 خلال مدّة قصيرة (نسبياً)، إثر فشله، في تحقيق ما تعهد به لناخبيه قبل التصويت على زعامة حزب المحافظين في الثالث والعشرين من شهر تموز/يوليو الماضي، بأنه سينفذ انسحاب بلاده من الاتحاد الأوروبي في الموعد المقرر نهاية شهر تشرين الأول/أكتوبر القادم، باتفاق أو من دون اتفاق.
ولعلّ السؤال الأكثر حضوراً هو: هل ستتقدّم المعارضة العمّالية بمذكرة لحجب الثقة عن جونسون، أم أنها ستتركه يتخبط إلى أن يترك "طواعية" كرسي رئاسة الوزراء؟
وكالات
COMMENTS