أفادت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية بأن الأمير السعودي الكبير الذي يحكم الرياض في العناية المركزة نظراً لاصابته بفيروس كورونا . كما أص...
أفادت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية بأن الأمير السعودي الكبير الذي يحكم الرياض في العناية المركزة نظراً لاصابته بفيروس كورونا.
كما أصيب العديد من أفراد العائلة المالكة بالمرض ايضًا.
وأطباء في مستشفى النخبة الذي يعالج أفراد آل سعود يعدون ما يصل إلى 500 سرير لتدفق متوقع من أفراد العائلة المالكة الآخرين والأقرب إليهم، بحسب مذكرة "حالة تأهب قصوى" داخلية أرسلها مسؤولو المستشفى.
وقد حصلت صحيفة نيويورك تايمز على نسخة من المذكرة.
"يجب أن تكون الاسرّة جاهزة للـ VIP من جميع أنحاء البلاد".
وجاء في الرسالة "لا نعرف عدد الحالات التي ستاتي ولكن في يجب ان نكون في حالة تأهب قصوى" مضيفة أن "يجب ترحيل جميع المصابين بالامراض المزمنة سيتم ترحيلهم في أسرع وقت ممكن" وأنه سيتم قبول "الحالات العاجلة فقط".
وقالت الرسالة إن أي موظف مريض سيعالج الآن في مستشفى أقل مستوى لإفساح المجال للعائلة المالكة.
بعد أكثر من ستة أسابيع من الإبلاغ عن حالتها الأولى في السعودية ، ينشر الفيروس الرعب في قلب الأسرة المالكة في المملكة.
يعتقد شخص قريب من العائلة أن ما يصل إلى 150 من افراد العائلة المالكة في السعودية قد أصيبوا بالفيروس، بما في ذلك أفراد من فروعها الأقل اهمية.
ومثل دخول رئيس الوزراء البريطاني هذا الأسبوع إلى المستشفى أو وفاة العديد من كبار المسؤولين الإيرانيين الشهر الماضي، فإن إصابة عائلة آل سعود الملكية هي أحدث دليل على مساواة الوباء.
فالفيروس يصيب أغنى الأمراء والعمال المهاجرين الأفقر دون تمييز - على الأقل، حتى اللحظة التي يبدأون فيها في طلب الفحص أو العلاج.
ومع ذلك، فإن المرض في العائلة المالكة قد يلقي ضوءًا جديدًا على الدافع وراء سرعة وحجم استجابة المملكة للوباء.
فقد بدأ حكامها في تقييد السفر إلى السعودية وأغلقوا الحج إلى الأماكن المقدسة الإسلامية في مكة والمدينة حتى قبل أن تعلن المملكة عن حالتها الأولى، في 2 مارس / آذار.
وقد قطعت السلطات الآن جميع الرحلات الجوية والبرية إلى داخل أو خارج حدودها وبين المحافظات الداخلية.
قال كريستيان كوتس أولريتشسن، الأستاذ في جامعة رايس الذي يدرس المملكة: "إذا وصلت الامور إلى الأسرة، فإنها تصبح قضية ملحة".
أبلغت السعودية، أكبر دولة مصدرة للنفط في العالم، حتى الآن عن 41 حالة وفاة بسبب الفيروس و 2795 حالة مؤكدة.
ولكن أثناء مناشدة السكان البقاء في منازلهم، حذر مسؤولو الصحة السعوديون يوم الثلاثاء من أن الوباء بدأ للتو.
وقال وزير الصحة توفيق الربيعة، بحسب وكالة الأنباء السعودية الرسمية، إن عدد الإصابات خلال الأسابيع القليلة المقبلة "سيتراوح بين ما لا يقل عن 10 الاف إلى 200 الف كحد أقصى".
ومع ذلك، من المستحيل تحديد مدى انتشار الفيروس بالفعل داخل المملكة.
وقالت جوانا جاينز، عالمة الأوبئة في المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، والتي تعمل مع الحكومة السعودية كجزء من برنامج تدريبي طويل الأمد في مقابلة من الرياض "لقد كان هذا تحديًا للجميع، و السعودية ليست استثناءً".
ولم يرد متحدث باسم السفارة السعودية في واشنطن على طلب للتعليق.
وأكد إصابة وعلاج محافظ الرياض الأمير فيصل بن بندر بن عبد العزيز آل سعود طبيبان لهما علاقة بمستشفى النخبة واثنان قريبان من العائلة المالكة.
الامير هو ضابط عسكري سابق يعتقد أنه في أواخر السبعينيات من عمره، وهو ابن أخ الملك سلمان وحفيد مؤسس المملكة الحديثة.
وتضم العائلة المالكة آلاف الأمراء، يسافر الكثير منهم بشكل روتيني إلى أوروبا.
ويعتقد الأطباء أن بعضهم أعاد الفيروس معه الى المملكة، بحسب الأطباء والأشخاص المقربين من الأسرة.
أول حالة اعترفت بها المملكة هي لسعودي عاد إلى بلاده بعد زيارة إيران، وهي مركز إقليمي للفيروس.
وبعد الكشف عن عدد قليل من الحالات المماثلة، ردت السلطات السعودية بإغلاق مناطق في المنطقة الشرقية للمملكة التي تأوي العديد من أعضاء الأقلية الشيعية، والذين يُرجح أنهم زاروا الأماكن المقدسة الشيعية أو المعاهد الدينية الشيعية في إيران.
وقال ثلاثة أطباء على صلة بالمستشفيات في المملكة إن أكبر تفشي للفيروس يحدث بين غير السعوديين.
ويشكل العمال المهاجرون من جنوب شرق آسيا أو الدول العربية الأكثر فقراً حوالي ثلث سكان المملكة البالغ عددهم حوالي 33 مليون نسمة.
كما أن هؤلاء العمال غير قادرين على العودة إلى ديارهم الآن بعد أن تم قطع السفر الجوي، وكثير منهم لديهم إمكانية محدودة للحصول على الرعاية الصحية.
يقول ستيفن هيرتوغ، الأستاذ في كلية لندن للاقتصاد الذي يدرس السعودية، إن أصحاب العمل مطالبون ظاهريًا بتوفير تغطية صحية خاصة لعمالهم الأجانب، لكن القواعد نادراً ما تُطبق والتغطية الصحية للعمال "محدودة إذا كانت موجودة اصلا"
وقال العديد من الأطباء في السعودية أو الذين تربطهم علاقات بمستشفياتها إن أكبر تفشي للمملكة حاليًا يقع في أحياء فقيرة واسعة حول مكة والمدينة.
فهذه الاماكن تعد موطن لمئات الآلاف من المسلمين من أصل أفريقي أو جنوب شرق آسيا الذين تجاوز آبائهم أو أجدادهم مدد تأشيرات الحج منذ عقود.
ويشكل معظم أحفاد هؤلاء المهاجرين المولودين في السعودية طبقة دنيا دائمة بدون وضع قانوني وإمكانية محدودة للحصول على الرعاية الصحية أو الخدمات الحكومية الأخرى.
ويعتقد أن أكبر عدد منهم هم من نسل اللاجئين من بورما، المعروفة الآن باسم ميانمار، الذين وصلوا قبل أكثر من 70 عاما.
وفي اعتراف واضح بالمشكلة، أصدر الملك سلمان مرسومًا الأسبوع الماضي يقضي بأن الحكومة ستوفر الآن العلاج لأي أجنبي مصاب بالفيروس، بغض النظر عن التأشيرة أو حالة الإقامة.
ويقول دكتور جاينز من مراكز السيطرة على الأمراض: "لقد كانت خطوة ذكية للغاية في الأساس أن تقول إذا كنت مريضًا أو تعتقد أنك ربما تكون مريضًا، فيرجى التقدم للحصول على العلاج، بذلك ستقوم بالحد من الاخفاء، حيث قد يميل الناس لإخفاء الحالات أو لا يتم تشخيصهم، وبعد ذلك سيكون لديك مشكلة تغلي تحت الأرض".
ترجمة زيد بنيامين
COMMENTS