مسافرون يرتدون معدات وقاية ضد كورونا لدى وصولهم مطار لندن هيثرو (أ ف ب) تدرس الحكومة البريطانية تطبيق ما يسمى بـ"الجسور الهوائية...
مسافرون يرتدون معدات وقاية ضد كورونا لدى وصولهم مطار لندن هيثرو (أ ف ب) |
ومع ذلك، فإن الموقف الرسمي للحكومة هو أن الفكرة "قيد النظر"، وليس سياسة راسخة.
وكان رؤساء أكبر شركات السفر والضيافة في بريطانيا قد حذروا أخيراً الحكومة البريطانية من أنه سيتعين عليهم تسريح ما يصل إلى 60 في المئة من موظفيهم إذا استمرت في تطبيق الحجر الصحي.
ووجد مسح حصري لأصحاب الشركات والرؤساء التنفيذيين للشركات - الذين يمثلون مبيعات بقيمة 6.3 مليار دولار أميركي (5 مليارات جنيه إسترليني)- أن 71 في المئة يتوقعون تسريح 60 في المئة من الموظفين إذا مضى الحجر الصحي في 8 يونيو في التطبيق، بحسب صحيفة "تليغراف" البريطانية.
ويقولون إن الحجر الصحي سيكون له تأثير "كارثي" على الاقتصاد، حتى لو تم تخفيف القيود في نهاية الشهر مع إدخال "ممرات السفر" أو "الجسور الجوية" لوجهات العطلات مثل اليونان والبرتغال وإسبانيا وإيطاليا وفرنسا.
في الوقت نفسه تجادل شركات الطيران والعطلات ضد فترة الحجر لمدة أسبوعين، بكونها ستتسبب في دمار كامل لقطاع السياحة والسفر في البلاد.
ووجهت مجموعة مؤلفة من 200 شركة سفر رسالة إلى وزيرة الداخلية البريطانية، بريتي باتل، طالبت فيها بإلغاء الحجر. وقالت الرسالة إن السفر يمكن أن يكون ممكناً للناس من دون الحجر الصحي، بين وجهات "تعتبر آمنة من فيروس كورونا".
في وقت ترى الحكومة البريطانية ضرورته "للحفاظ على معدل الانتقال منخفضاً ومنع حدوث موجة ثانية مدمرة من فيروس كورونا".
الغضب تجاه قرارات الحكومة البريطانية لم يقتصر على شركات السفر، حيث أعلنت "IAG"، الشركة المالكة للخطوط الجوية البريطانية، أنها قد تلجأ إلى القضاء والتصعيد القانوني في مواجهة قواعد الحجر الصحي.
وتمثل هذه الخطوة المثيرة علامة أخرى على انهيار العلاقات بين شركة الطيران وحكومة المملكة المتحدة.
وصرح ويلي والش، رئيس IAG، لشبكة "سكاي نيوز"، بأنه إذا لم يتم استشارة شركات الطيران فيما يخصّ فترة الحجر الصحي التي تصل إلى 14 يوماً للأشخاص الذين يصلون إلى المملكة المتحدة فستلجأ الشركة للقضاء.
وتوقع والش أن تواجه شركات الطيران الأخرى أيضاً تحديات قانونية. وأوضح "نعتقد أنه غير منطقي، ونعتقد أنه غير متناسب، ونأخذ في الاعتبار الطعن القانوني على هذا التشريع، لذلك فإننا نراجع ذلك مع المحامين في وقت لاحق اليوم".
وأضاف "أعتقد أن هناك شركات طيران أخرى تقوم بذلك، لأنه من المهم أن نشير إلى أنه لم يكن هناك تشاور مع الصناعة قبل سَنّ هذا التشريع ونعتقد أنه تشريع غير منطقي".
ومع ذلك، قالت هيئة الخطوط الجوية البريطانية في المملكة المتحدة إن الحجر الصحي "من شأنه أن يقتل السفر الجوي".
وتتعرض شركة الخطوط الجوية البريطانية لضغوط مالية ضخمة بسبب الوباء، وقالت إنها تحترق حالياً من خلال احتياطياتها النقدية بمعدل نحو مليون جنيه إسترليني في الساعة.
وقال والش لشبكة "سكاي نيوز" إن بنك إنجلترا أقرضه 380 مليون دولار أميركي (300 مليون جنيه إسترليني)، وهو "أقصى مبلغ" متاح له.
وقال "لقد فعلنا كل ما في وسعنا لتعزيز الرصيد النقدي لشركة الخطوط الجوية البريطانية. إننا نفقد كل فرصة ممكنة".
وواجهت الخطوط الجوية البريطانية انتقادات شديدة من بعض أعضاء البرلمان بشأن خطة لخفض الوظائف أثناء الوصول إلى خطة الإجازة الحكومية.
وتعرضت الشركة لانتقادات بسبب خططها لإلغاء 12000 وظيفة وإضعاف الشروط والأحكام للموظفين المتبقين.
وأعلنت عن الاستغناء عن العمال بعد أسابيع فقط من وضع 30.000 عامل في مخطط الاحتفاظ بالوظيفة الذي يدفع أجور العمال.
ويجب على الركاب إعطاء عنوان حيث سيتم عزلهم ذاتياً. وستكون الغرامات والترحيل من بين العقوبات المحتملة لخرق القواعد. ومن المتوقع أن يواجه أولئك الموجودون في الحجر الصحي فحوصات فورية على الامتثال.
وقالت رابطة وكلاء السفر البريطانيين لصحيفة (الغارديان) "يجب أن تكون أي إجراءات جديدة متناسبة، تقودها أفضل النصائح الطبية والعلمية الممكنة، وقادرة على التكيّف بسرعة لتأخذ في الاعتبار أي تغييرات في هذه النصيحة".
كما أعرب معهد المديرين (IoD) عن مخاوفه بشأن الحجر الصحي للركاب، الذي حذّر من أنه سيؤثر على العديد من الشركات بخلاف السياحة. وقال إدوين مورغان، مدير السياسة في IoD، إن "الحدّ من انتشار الفيروس أمر بالغ الأهمية، ولكن الحجر الصحي للمسافرين يؤكد كذلك على الحاجة إلى استراتيجية طويلة الأجل لاستئناف السياحة والتجارة الدولية".
ودعتCPI ، التي تمثل الشركات البريطانية، الحكومة إلى التأكد من أن الفحوصات الصحية واللوائح الحدودية كانت متسقة مع شركائها التجاريين، بالإضافة إلى أنها محدودة بوقت وتبقى قيد المراجعة المنتظمة.
وأطلقت الصناعة حملة "اختر لبريطانيا" على أمل أن يملأ الأشخاص أو الطلاب الفجوة. وقال برادشو إن الكثير من الناس تقدم، لكن المزارعين ظلوا قلقين. وأضاف أنه في حين أن المَزارع تحتاج إلى إمدادات عاملة آمنة، فإن العديد من المجندين الجدد يريد ساعات مرنة وقد لا يكونون قادرين على التكيف مع العمل الرتيب لقطف الفاكهة أو الخضار، يوماً بعد يوم.
COMMENTS