عالم غريب | قبو سفالبارد.. ثرواته لا تقدر بثمن ولا يتأثر بالقنابل النووية.
قبو سفالبارد العالمي للبذور هو بنك آمن للبذور يقع في جزيرة سبيتسبيرغن النرويجية، في منطقة أرخبيل سفالبارد على بعد 1300 كيلومتر من القطب الشمالي.
الموقع الذي يستضيف القبو، يرتفع 130 متراً فوق سطح البحر، ما يجعله آمناً عند حدوث أي ذوبان للثلوج.
البذور توضع داخل أكياس ألمنيوم بثلاث طبقات، وتوضع عليها رموز لتدل على بنك الجينات و الحبوب القادمة منه.
قبو سفالبارد، افتتح رسميا في العام 2008، ويعتقد أن فيه حوالي 1.5 مليون عينة بذور منفصلة من المحاصيل الزراعية.
خمسة أبواب مع أقفال مشفرة تبعد كل المخاطر عن هذا القبو الثمين.
تقول بنتي نافيردال، مسؤولة في قبو البذور العالمي:
“يصلنا إنذار اذا كان هناك شخص ما، يحاول القيام بعملة كسر أو شيء من هذا القبيل، لكن هذا لم يحدث أبدًا. لا أستطيع تخيل شخص يحاول اقتحام القبو، ليس لدينا هذا النوع من الجرائم هنا.”
القبو العالمي للبذور الملقب بقبو “يوم القيامة” يتميز بمواصفات جمالية وكفاءة عالية تجعل منه معلماً عالمياً، مهمته انقاذ البشرية في حالة حدوث كوارث.
التأسيس
افتتحت النرويج قبو البذور يوم 26 فبرایر/شباط 2008 بحضور رئیس وزرائها آنذاك ینس ستولتنبرغ، ورئیس الاتحاد الأوروبي خوسیه مانویل باروسو، والمدیر العام لمنظمة الأغذیة والزراعة التابعة للأمم المتحدة آنذاك جاك ديوف ومسؤولين آخرين.الموقع
يقع قبو سفالبارد في إحدى قفار النرويج البيضاء بجزيرة اسمها سبيتسبيرجين تتبع أرخبيل سفالبارد، وقرب قرية تدعى لونغييربين فى شمال الدائرة القطبية الشمالية، على بعد نحو 1300 كلم من القطب الشمالي، وعلى بعد نحو 1000 كلم من البر الرئيسي للنرويج.وتم اختيار هذا الموقع لبناء القبو عليه لاعتبارات عديدة، منها البيئة المحيطة ذات الطبيعة المتجمدة، ولببعد الكبير عن مناطق الصراع السياسي في العالم، والاستقرار الجيولوجي الذي يجعل الموقع بعيدا عن مخاطر الزلازل والبراكين.
ومع ذلك يؤكد المسؤولون عنه أن بناءه وتصميمه روعيت فيه القدرة على مواجهة كل الهزات والتغيرات المناخية، بما فيها احتمال اصطدام الأرض بمذنب أو كوكب خارجي، وذلك من أجل إنقاذ البشرية والمحافظة عليها من مخاطر المجاعة.
الأهداف والمحتويات
تتمثل أهداف القبو العالمي -الذي افتتح عام 2008 على أرخبيل سفالبارد- في حماية بذور المحاصيل مثل الفول والأرز والقمح، تحسبا لأسوأ الكوارث على غرار الحرب النووية أو الأوبئة، وضمان توفير شبكة أمان غذائية ضد الفقدان العرضي للتنوع في بنوك الجينات التقليدية.ويعتبر المشروع بفكرته وموقعه وتصميمه أهم مشروع عالمي للحفاظ على البذور الزراعية في وجه مخاطر الكوارث الطبيعية والحروب المدمرة والصراعات السياسية العنيفة، ويأمل القائمون عليه ضمان توفير هذه البذور وقت الحاجة إليها ومن ثم إنقاذ العالم من مجاعات محققة بعد وقوع كوارث ماحقة.
ويتكون قبو البذور العالمية من ثلاثة كهوف كبيرة، بنيت على عمق نحو 130م في باطن جبل دائم التجمد. كما يرتفع القبو 130م فوق سطح البحر، وهو ما يجعله في حالة أمن عند وقوع أي ذوبان للجليد. وبالإضافة إلى ذلك يستطيع القبو تخزين ما يصل إلى 4.5 ملايين فصيلة بحيث يتم تخزين 500 بذرة من كل نوع.
وبسبب كثافة هطول الثلوج لا يظهر من مبنى القبو سوى مدخله، ولكن يحتوي على أوعية تضم مئات آلاف الأصناف من البذور الصالحة للزراعة، مقدمة من كل بلد في العالم، ومصنفة بحسب القارات التي جاءت منها.
ويحتوي المبنى على وحدة تبريد إضافية تعمل بالفحم، وتساهم هذه الوحدة في خفض درجة برودة القبو إلى 18 درجة تحت الصفر، وحتى في حال توقفها عن العمل بإمكانها منح البذور أسابيع إضافية قبل الوصول إلى درجة الحرارة الخارجية المحيطة بالقبو والتي تبلغ 3 درجات تحت الصفر.
ويقول القائمون على المستودع إنه يبقى مغلقاً معظم أيام السنة، وهو مزود بأجهزة إنذار تنطلق عند أي محاولة لخلع أبوابه أو التسلل إليه خلسة، رغم أنه لم يحدث أبدا أن حاول أحد دخوله عنوة، حسب إفادة المسؤولين عنه.
تتولى الحكومة النرويجية تمويل المشروع، بالتعاون مع مؤسسة الثقة للمحاصيل الزراعية التي تساهم في إمداده بالعينات من جميع دول العالم.
كما أن سكان قرية لونغييربين البالغ عددهم زهاء 2000 نسمة، يفخرون بأنهم يستضيفون أكبر ثروات الأرض قيمة للبشرية قاطبة.
وتقول وزارة الزراعة النرويجية إن القبو يعد بمثابة مجمد طبيعي عميق لدعم البنوك الجينية في العالم عند وقوع كوارث تتراوح ما بين الحرب النووية والاحتباس الحراري العالمي، وإن البذور الموجودة فيه تظل -حتى عند انقطاع الكهرباء- محفوظة في درجة حرارة التجمد مئتي عام على الأقل.
وأطلقت الحكومة النرويجية أواخر فبراير/شباط 2018 خطة لتطوير وتجديد القبو بتكلفة 13 مليون دولار، وتشمل "بناء نفق وصول جديد مصنوع من الخرسانة، ومبنى خدمات لإيواء وحدات للطاقة والتبريد الطارئة وغيرها من المعدات الكهربائية التي تنبعث منها الحرارة عبر النفق".
COMMENTS