وقعت كل من حكومتي المملكة المتحدة والهند اتفاقا بشأن الهجرة، من المتوقع أن يثير جدلا في أوساط الهيئات والمنظمات المعنية بشؤون المهاجرين في بريطانيا.
مهاجر نيوز |
توصلت كل من لندن ونيودلهي أخيرا لاتفاقية، من المتوقع أن تثير عاصفة من التساؤلات، تنص على استقبال الهند للآلاف من مواطنيها المتواجدين بشكل غير شرعي في بريطانيا، مقابل تسهيلات بتأشيرات السفر لمواطنيها الراغبين بالذهاب للدراسة أو للعمل في المملكة.
وزيرة الداخلية البريطانية قالت إن الاتفاقية ستضمن منع إساءة استخدام نظام اللجوء في البلاد، في حين حذرت منظمات غير حكومية من أن الاتفاقية "ستخلق بيئة معادية للمهاجرين".
وقعت كل من حكومتي المملكة المتحدة والهند اتفاقا بشأن الهجرة، من المتوقع أن يثير جدلا في أوساط الهيئات والمنظمات المعنية بشؤون المهاجرين في بريطانيا.
الاتفاق ينص على استعداد الهند لإعادة أعداد كبيرة من مواطنيها المهاجرين، الواصلين بشكل غير شرعي إلى بريطانيا، مقابل حصولها على تسهيلات لتأشيرات السفر لنحو ثلاثة آلاف مواطن هندي، من ذوي الكفاءات المهنية.
وفي بيان نشرته على موقعها الإلكتروني، قالت الحكومة البريطانية إن "هذه الاتفاقية ستوفر خطة جديدة لجذب أفضل وأذكى الأشخاص، وستوفر الدعم للقادمين إلى المملكة المتحدة بشكل قانوني، وستمنع إساءة استخدام النظام (اللجوء) والإسراع بترحيل من ليس لديهم الحق في التواجد في المملكة".
وأضاف البيان "ستعمل الاتفاقية على تسريع عمليات إعادة المواطنين الهنود الذين ليس لديهم حق قانوني في البقاء في المملكة المتحدة والعكس صحيح، وضمان تعاون أكبر حول جرائم الهجرة المنظمة".
وفي مؤتمر صحفي عقب التوقيع على الاتفاقية، قال سانديب تشاكرابورتي، أحد المسؤولين في وزارة الخارجية الهندية، إن "الاتفاقية ستوفر فرص عمل معززة لثلاثة آلاف من المهنيين الهنود الشباب سنويا، مقابل موافقة الهند على استعادة أي من مواطنيها الذين يعيشون بشكل غير قانوني في المملكة المتحدة".
للاطلاع على نص الاتفاقية ، (انظر هنا)
بدورها، قالت وزيرة الداخلية البريطانية بريتي باتيل إن "هذه الاتفاقية التاريخية مع شركائنا في الهند ستوفر فرصا جديدة لآلاف الشباب في المملكة المتحدة والهند... وستضمن إبعاد من ليس لديهم الحق في التواجد في المملكة المتحدة بسهولة أكبر، وقمع من يسيئون استخدام نظامنا".
وأكدت باتل على التزامها بما تعهدت به سابقا، لناحية تطبيق خطة لمكافحة الهجرة غير الشرعية إلى بلادها "من خلال نظام الهجرة الجديد القائم على النقاط".
"نهج خاطئ لا يشجع على الاندماج ويخلق بيئة معادية للمهاجرين"
المجلس المشترك لرعاية المهاجرين، وهو تحالف من عدد من الجمعيات المعنية بشؤون الهجرة في بريطانيا، حذر من تبعات هذا الاتفاق.
وقال تشاي باتيل، العضو في المجلس، في تصريح صحفي، إن العديد من المعرضين الآن لخطر الترحيل، انتهى بهم الأمر بوضعية غير قانونية لأنهم بقوا في المملكة المتحدة بعد وصولهم كطلاب.
وأورد باتيل أثناء حديثه مع صحيفة "إندبندنت" أن "هناك من أتوا للعيش هنا، وقعوا في الحب وأسسوا أسرا أو بنوا حياة مهنية لا يريدون إنهاءها وليسوا مستعدين للعودة بعد عامين".
وأضاف "هذا نهج خاطئ. إنه لا يشجع على الاندماج، ويساهم بإيجاد المزيد من الأشخاص غير المسجلين في المستقبل".
وحذر من أن هذا النوع من الاتفاقات تشجع استهداف الأشخاص على أساس جنسيتهم، وهو أمر "خاطئ من وجهة نظر أخلاقية"، فضلا عن خلق "بيئة معادية" تجاه المواطنين الهنود المقيمين منذ فترة طويلة في المملكة المتحدة.
وتعيد هذه الاتفاقية تسليط الضوء على نظام الهجرة الجديد الذي تسعى المملكة المتحدة لاعتماده، وهو نظام النقاط، والذي جاء نتيجة التحول الذي أدرجته الحكومة على أنظمة الهجرة بعد تطبيق اتفاقية "بريكسيت".
"معالجة وضع غير قانوني بإجراءات لا إنسانية"
وتطرح هذه الاتفاقية مخاوف إضافية لدى المهاجرين من جنسيات أخرى في بريطانيا، الذين يرون بأنها ستكون فاتحة لاتفاقيات مع دولهم الأصلية، قد تؤدي بنهاية المطاف إلى ترحيلهم.
عبدالله، مهاجر سوداني مقيم بشكل غير قانوني في بريطانيا منذ نحو أربع سنوات، قال لمهاجر نيوز إنه تابع بقلق أخبار تلك الاتفاقية، "ربما في نهاية المطاف سيجدون المبرر السياسي والأخلاقي بالنسبة لهم لترحيلنا. لكن هذا لن يكون حلا للمشكلة. يمكنني أن أجزم بأن موجات الهجرة لن تتوقف، وبأنهم (السلطات) سيواجهون مآزق أخرى".
بالنسبة للمهاجر السوداني، المتزوج والأب لطفلة، مفاعيل سياسة الهجرة الجديدة التي تدفع الحكومة البريطانية باتجاه اعتمادها، "ستخلق المزيد من الأزمات الإنسانية. فوضعي ليس فريدا من نوعه، هناك عشرات الآلاف غيري ممن استقروا وبنوا حياة هنا. ماذا سيفعلون بنا، سيطردوننا هكذا؟ دون أي مقدمات؟ ماذا عن أعمالنا وأرزاقنا وعائلاتنا؟ يحاولون معالجة وضع غير قانوني بإجراءات غير شرعية ولا إنسانية".
الطلاب الهنود ربع الطلاب الأجانب في بريطانيا
ولطالما كانت الهجرة مصدر خلاف بين البلدين، حيث انهار اقتراح مماثل في عام 2018 بسبب الخلافات.
في ذلك الوقت، زعمت لندن أن هناك ما يصل إلى 100 ألف هندي يعيشون بشكل غير قانوني في المملكة المتحدة، على الرغم من أن نيودلهي تشكك في هذا الرقم.
ووفقا لإحصاءات السلطات البريطانية، جاء أكثر من 53 ألف طالب من الهند إلى المملكة المتحدة للدراسة العام الماضي، بزيادة قدرها 42% عن العام السابق. ويشكل الطلاب الهنود ما يقرب من ربع الطلاب الأجانب في المملكة المتحدة.
COMMENTS