ماحقيقة أن ساعة بيغ بن Big Ben بمحرك عثماني سُرق من فلسطين؟ هل هنالك أدلة؟ مراجع تحقق؟ مصادر تثبت ذلك؟ أنها شائعة فيسبوكية كالعادة؟
الخبر المزيف يقول :
( ساعة Big Ben فخر بريطانيا ورمزها الوطني تعمل بمحرك فلسطيني عثماني مسروق.
الصورة لساعة القدس الدقاقة المخبأة اليوم فيى لندن بعد أن كانت تزين باب الخليل في القدس وتطلق أجراسها فى كل ساعة ، إلا أن الجنرال اللنبي أمر بتفكيكها وسرقتها ووضعها في متحف لندن عام 1922م وتم نقل محرك الساعة.
شيد العثمانيون برج الساعة فوق باب الخليل بجوار القلعة على بناء مربع بلغ ارتفاعه 13 متراً ، واستغرق بناؤه سبع سنوات وتم الفراغ منه في ذكرى اليوبيل الفضي لاعتلاء السلطان عبد الحميد الثاني عرش الخلافة عام 1901 وبلغت تكاليف إنشائه 20 ألف فرنك فرنسي وكان يمثل تحفة معمارية). انتهى
أولاً ،، الخبر المنتشر لا يستند لأي مرجع تاريخي ، أو بحث لـمؤرخ ، وفقاً للـمواقع الإخبارية التي نشرته ، فـلم يرِد في أي موقع إخباري نشر الخبر الإشارة لأيّ مصدرٍ ، أو بحث حول القصة.
ثانياً ،، الساعة التي في مخيلة هؤلاء يتحدثون عنها عام 1901 و 1922 ، بـالمقابل ساعة بيغ بن أنشأت بين عام 1843 و 1859 ،، أي أن عمرها 178 عام ،، يعني قبل 63 من خروج العثمانيين من فلسطين وقبل برج الساعة المزعوم في الخليل!.
إقرأ أكثر عن مراحل البناء ، الطلاء ، التواريخ ، تسلسل الأحداث ، المحركات وغيرهم ،، هنا
ثالثاً ،، كانت هناك ساعة في برج باب الخليل في فلسطين ، وكانت تُعرف بـ"الساعة الدقَّاقة في القدس" ، واشتهرت بعد ذلك بساعة برج العثمانيين ، وانتهى العثمانيون من بنائها في القترة من 1907- 1908 ، مع أبراج ساعات أخرى ما زال بعضُها في فلسطين إلى اليوم.
تشير القصة محل الادعاء ، إلى صدور قرار من السلطات البريطانية ، بقيادة الجنرال إدموند ألنبي عام 1922 ، بهدم البرج ونقل الساعة ، وهي معلومة غير صحيحة تاريخياً.
بدايةً ، فإن الجنرال ألنبي ترك فلسطين منذ تعيينه المندوب السامي البريطاني على مصر ، في الفترة من 1919 إلى 1925 ، أما قرار هدم برج الساعة جاء بأمر من السير رونالد ستورس ، الحاكم العسكري على القدس من 1917 إلى 1926.
رابعاً ،، تشير مراجع تاريخية، (هنا و هنا و هنا) إلى أن الساعة أُعيد استخدامها عام 1922 ، أعلى برج متواضع بالقرب من ميدان "النبي" أو البريد القديم ، وفي عام 1934 (انظر هنا) ، هُدم البرج الثاني ، وفقاً لصورة منشورة على موقع مكتبة الكونغرس هنا ، بادعاء تقليل الزحام.
خامساً ،، غياب موقع الساعة في فلسطين ، بعد هدم البرج الثاني ، دفع البعض للادعاء بتفكيك الساعة وسرقتها ووضعها في متحف لندن ، ونقل محرِّك الساعة إلى ساعة "بيغ بن" الشهيرة ، في برج إليزابيث ، وهو أمر يصعب التحقق منه ، كما أنه يفتقد بعض المنطق ، إذ بدأت فكرة بناء ساعة "بيغ بن" مع إنشاء برلمان بريطانيا بعد حريق عام 1834 ، وعقد عام 1846 مسابقة لاختيار من سيقع عليه بناء الساعة بمعايير دقيقة ، واستمرت محاولات تصميم الساعة حتى التثبيت الأول لها في أبريل/نيسان 1859 ، لم تعمل في البداية بسبب ثِقَل عقارب الدقائق المصنوعة من الحديد ، ومع استبدالها بأيدٍ نحاسية أخف ، بدأت العمل بنجاح مع بداية 31 مايو/أيار عام 1859 ، ما يعني أن ساعة "بيغ بن" دقت للمرة الأولى عام 1859 ، أي قبل الانتهاء من بناء ساعة برج الخليل بقرابة 49 عاماً ، ما يعني أن بريطانيا كانت قادرة على تسيير عمل ساعة "بيغ بن" قرابة نصف قرن ، قبل وجود الساعة الدقَّاقة في القدس. انظر هنا
__________________________________________________
الخلاصة: ساعة بيغ بن تعمل في بريطانيا بمحرك عثماني مسروق من فلسطين فقط في عقول بعض الفسابكة.
كالعادة ، لا مصادر ، لا مراجع تحقق ، لا مصداقية. فقط منشورات متداولة على صفحات صفراء تتهمك أول ماتتهمك عند مناقشتها بإنك: صهيوني ، وعميل ، وإنك تنكر جرائم الاستعمار الخ من الاتهامات المعلبة والجاهزة ، ولا نعرف ماعلاقة الجرائم بالتأكد من محرك ساعة!
جرائم الجهل بحقنا وحق أنفسهم وعوائلهم وأجيال المستقبل: أشنع من جرائم الاحتلال نفسه!
( ساعة Big Ben فخر بريطانيا ورمزها الوطني تعمل بمحرك فلسطيني عثماني مسروق.
الصورة لساعة القدس الدقاقة المخبأة اليوم فيى لندن بعد أن كانت تزين باب الخليل في القدس وتطلق أجراسها فى كل ساعة ، إلا أن الجنرال اللنبي أمر بتفكيكها وسرقتها ووضعها في متحف لندن عام 1922م وتم نقل محرك الساعة.
شيد العثمانيون برج الساعة فوق باب الخليل بجوار القلعة على بناء مربع بلغ ارتفاعه 13 متراً ، واستغرق بناؤه سبع سنوات وتم الفراغ منه في ذكرى اليوبيل الفضي لاعتلاء السلطان عبد الحميد الثاني عرش الخلافة عام 1901 وبلغت تكاليف إنشائه 20 ألف فرنك فرنسي وكان يمثل تحفة معمارية). انتهى
أولاً ،، الخبر المنتشر لا يستند لأي مرجع تاريخي ، أو بحث لـمؤرخ ، وفقاً للـمواقع الإخبارية التي نشرته ، فـلم يرِد في أي موقع إخباري نشر الخبر الإشارة لأيّ مصدرٍ ، أو بحث حول القصة.
ثانياً ،، الساعة التي في مخيلة هؤلاء يتحدثون عنها عام 1901 و 1922 ، بـالمقابل ساعة بيغ بن أنشأت بين عام 1843 و 1859 ،، أي أن عمرها 178 عام ،، يعني قبل 63 من خروج العثمانيين من فلسطين وقبل برج الساعة المزعوم في الخليل!.
إقرأ أكثر عن مراحل البناء ، الطلاء ، التواريخ ، تسلسل الأحداث ، المحركات وغيرهم ،، هنا
ثالثاً ،، كانت هناك ساعة في برج باب الخليل في فلسطين ، وكانت تُعرف بـ"الساعة الدقَّاقة في القدس" ، واشتهرت بعد ذلك بساعة برج العثمانيين ، وانتهى العثمانيون من بنائها في القترة من 1907- 1908 ، مع أبراج ساعات أخرى ما زال بعضُها في فلسطين إلى اليوم.
تشير القصة محل الادعاء ، إلى صدور قرار من السلطات البريطانية ، بقيادة الجنرال إدموند ألنبي عام 1922 ، بهدم البرج ونقل الساعة ، وهي معلومة غير صحيحة تاريخياً.
بدايةً ، فإن الجنرال ألنبي ترك فلسطين منذ تعيينه المندوب السامي البريطاني على مصر ، في الفترة من 1919 إلى 1925 ، أما قرار هدم برج الساعة جاء بأمر من السير رونالد ستورس ، الحاكم العسكري على القدس من 1917 إلى 1926.
رابعاً ،، تشير مراجع تاريخية، (هنا و هنا و هنا) إلى أن الساعة أُعيد استخدامها عام 1922 ، أعلى برج متواضع بالقرب من ميدان "النبي" أو البريد القديم ، وفي عام 1934 (انظر هنا) ، هُدم البرج الثاني ، وفقاً لصورة منشورة على موقع مكتبة الكونغرس هنا ، بادعاء تقليل الزحام.
خامساً ،، غياب موقع الساعة في فلسطين ، بعد هدم البرج الثاني ، دفع البعض للادعاء بتفكيك الساعة وسرقتها ووضعها في متحف لندن ، ونقل محرِّك الساعة إلى ساعة "بيغ بن" الشهيرة ، في برج إليزابيث ، وهو أمر يصعب التحقق منه ، كما أنه يفتقد بعض المنطق ، إذ بدأت فكرة بناء ساعة "بيغ بن" مع إنشاء برلمان بريطانيا بعد حريق عام 1834 ، وعقد عام 1846 مسابقة لاختيار من سيقع عليه بناء الساعة بمعايير دقيقة ، واستمرت محاولات تصميم الساعة حتى التثبيت الأول لها في أبريل/نيسان 1859 ، لم تعمل في البداية بسبب ثِقَل عقارب الدقائق المصنوعة من الحديد ، ومع استبدالها بأيدٍ نحاسية أخف ، بدأت العمل بنجاح مع بداية 31 مايو/أيار عام 1859 ، ما يعني أن ساعة "بيغ بن" دقت للمرة الأولى عام 1859 ، أي قبل الانتهاء من بناء ساعة برج الخليل بقرابة 49 عاماً ، ما يعني أن بريطانيا كانت قادرة على تسيير عمل ساعة "بيغ بن" قرابة نصف قرن ، قبل وجود الساعة الدقَّاقة في القدس. انظر هنا
__________________________________________________
الخلاصة: ساعة بيغ بن تعمل في بريطانيا بمحرك عثماني مسروق من فلسطين فقط في عقول بعض الفسابكة.
كالعادة ، لا مصادر ، لا مراجع تحقق ، لا مصداقية. فقط منشورات متداولة على صفحات صفراء تتهمك أول ماتتهمك عند مناقشتها بإنك: صهيوني ، وعميل ، وإنك تنكر جرائم الاستعمار الخ من الاتهامات المعلبة والجاهزة ، ولا نعرف ماعلاقة الجرائم بالتأكد من محرك ساعة!
جرائم الجهل بحقنا وحق أنفسهم وعوائلهم وأجيال المستقبل: أشنع من جرائم الاحتلال نفسه!
COMMENTS