قصة ماكينة صنع القهوة خلف رئيس الوزراء البريطاني الأسبق ديفيد كاميرون والتضخيم الذي طالها.
- لم تسأل الأمة ولا الصحف ديفيد كاميرون عن سعر ماكينة صنع القهوة.
- لم يرفق رئيس الوزراء الأسبق فاتورة تؤكد شراء الماكينة من جيبه الخاص.
- القصة اعتمدت على تعليق أحد الزوار فقط.
انتشرت وتنتشر بإستمرار وستنتشر على "فيسبوك" صورة -قديمة جديدة - لرئيس الوزراء البريطاني الأسبق «ديفيد كاميرون» ، تظهره وهو يجري مكالمة هاتفية من مكتبه.
"كاميرون تلقى انتقادات لأنه يملك ماكينة قهوة غالية الثمن ، وأن التعليقات وصلت له متسائلة إذا كان قد دفع ثمن الماكينة بنفسه أم دفعها الشعب عنه. احتوى المكتوب على الصورة أيضاً معلومة أن مكتب رئيس الوزراء رد على تشكك المعلقين بإرفاق فاتورة شراء للماكينة من المال الخاص لرئيس الوزراء." انتهى.
دفع "البوست" مئات المستخدمين لإعادة نشره عبر حساباتهم الشخصية ، وتأتي إعادة النشر في هذه الحالة في سياق الحديث المتكرر عن نزاهة مسؤولي الغرب. لا ننكر ذلك ، وقد ظهرت حالات أخرى حقيقية عديدة واشتهرت عالمياً ، والأمثلة كثيرة ، بل ويطالب معظم شعوب العالم بالاقتداء بالقيم الغربية لما وجدوا فيها من عدالة اجتماعية وحقوق وحريات ، فيقول جورجي زيدان بعد زيارته إلى لندن عام 1886: "أخلاق الأوروبيين كانت من أسباب رقيهم وقوتهم السياسية ونجاح الحكم الديمقراطي في بلادهم. وإن سيطر الإنجليز على العالم، فلأنهم تميزوا بالأمانة ومعرفة الواجب، والمحافظة على النظام والتواضع والعمل في سبيل المصلحة العامة، ولا سيما الاتكال على النفس والاستقلال الفكري."
لكن لا يمنع هذا من أن نتحرى من المعلومة التي تصلنا وهو أمر صحي ، وهذا مانقوم به عادة بالتحقق من الأخبار ، تفنيدها ، التأكد من مصادرها ، من ثم نقرر النشر احتراماً للخبر ومهنة الصحافة وكذلك عقول المتابعين الذين من حقهم الحصول على معلومات صحيحة خالية من المبالغات و الشائعات والتضخيم السلبي أو الإيجابي.
أصل الحكاية :
اعتمدت الصفحات التي تنشر هذه القصة بدورها على صورة كاميرون التي تعود إلى شهر نوفمبر/تشرين الثاني 2012 في تقرير أعدته صحيفة "ديلي ميل هنا" البريطانية عن مكتب رئيس الوزراء البريطاني ، أثناء إجراء مكالمة هاتفية لتهنئة الرئيس الأمريكي «باراك أوباما» عقب فوزه بمدة رئاسية ثانية عام 2012.
وضعت الصحيفة البريطانية آنذاك دائرتين حمرواين حول عناصر كثيرة في الصورة (صور مرفقة 👇توضح أن الصحيفة اهتمت بالتفاصيل لتظهر أن الاتصال لم يكن عفوي بل مجهز له مع فريق كاميرون) ، وهما الماكينة التي يبلغ ثمنها 160 جنيه إسترليني ، إلى جانب دائرة أخرى على ملمع للأحذية ، بالإضافة إلى تركيزها على الأوراق التي كان يعتمد عليها من أجل حواره مع أوباما ، مشيرة إلى أن الحوار لم يكن "عفوياً كثيراً".
وعادة الصحيفة البريطانية أنها تذكر أسعار المقتنيات في خبرها ، من قبيل ترويج "الإعلانات" فهي معروفة وتعتمد على نشر الإعلانات. وليس بهدف "فضح أو ذم أو سؤال" رئيس الوزراء البريطاني عن ماكينة قهوة أو قلم.
كذلك ، تبحرت الصحيفة في الصورة لتظهر أن هنالك قلم - جهز وكتب وناقش ماسيقوله - مع فريقه الاستشاري الذي كان حاضراً معه في المكتب والإتصال لم يكن عفوي بل محضر له ، كما جاءت على ذكر ماكينة صنع القهوة بهدف اظهار انه حصل على وقت كافي لإجراء الاتصال.
الخبر ركز على عدم عفوية الاتصال وانه كان مجهز له - لا للتحقق من سعر ماكينة القهوة |
|
|
القصة اعتمدت على تعليق أحد المتابعين !
أدى تعليق لأحد زوار الصحيفة يسأل فيه الرئيس عن إذا كان دفع ثمن ماكينة القهوة بنفسه ، لموجة نشر عمياء ، ونسب ذلك التعليق الى "الشعب البريطاني عموماً" ، وأضيف للخبر المبالغ فيه حبكة درامية بأن مكتب رئيس الوزراء البريطاني الأسبق «ديفيد كاميرون» نشر توضيح مع فاتورة شراء الماكينة ليثبت ان الماكينة قد اشتراها من حسابه الخاص.. ولكن طوال كل سنوات الماضية (9 سنوات) ، لم ترد أخبار قط عن قيام مكتب رئيس الوزراء البريطاني بإصدارة فاتورة شراء ماكينة لصنع القهوة كما زعم "البوست" المتداول.
التعليق الذي أسست عليه الرواية ونسجت توابعها من عقول ناشريها فقط |
COMMENTS