اعتذر رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، عن حضور حفلة خلال فترة الإغلاق الأولى في بريطانيا للحد من انتشار فيروس كورونا في البلاد. وقال ل...
اعتذر رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، عن حضور حفلة خلال فترة الإغلاق الأولى في بريطانيا للحد من انتشار فيروس كورونا في البلاد.
وقال لأعضاء البرلمان إن الحدث الذي أقيم في حديقة داونينغ ستريت (مقر رئاسة الوزراء ) كان "من الناحية الفنية ضمن القواعد" إلا أنه كان عليه أن يدرك كيف سيبدو الأمر بالنسبة الى الجمهور.
وقال زعيم حزب العمال، السير كير ستارمر، إن على رئيس الوزراء الآن الاستقالة بسبب ما وصفه بأكاذيبه وأعذاره "المثيرة للسخرية".
ويتعرض جونسون أيضا إلى ضغوط من قبل نواب في حزبه بشأن حفلة مايو/أيار 2020.
وقد تجول في غرف الاستراحة في مجلس العموم حيث تجمع النواب لحشد الدعم له.
وإذا أرسل 54 نائبا منهم إلى اللجنة 1922 (وهي اللجنة المؤثرة المكونة من نواب أعضاء في حزب المحافظين وتحكم في الخلافات في رئاسة حزب) فسيشكل ذلك تحديا كبيرا لجونسون.
والتزم مجلس العموم الصمت في بداية استجواب رئيس الوزراء، حيث اعترف جونسون بأنه حضر هذه الفعالية لمدة 25 دقيقة تقريبا، حتى يتمكن من "شكر مجموعات الموظفين" على عملهم الشاق، قبل أن يعود إلى مكتبه.
وقال: "اعتقدت ضمنيا أن هذا الحدث يتعلق بالعمل".
لكنه أضاف: "بعد الانتهاء من ذلك، كان عليّ أن أطلب من الجميع العودة إلى الداخل".
وقال: "كان يجب أن أجد طريقة أخرى لشكرهم، وكان يجب أن أدرك أنه - حتى لو كان من الممكن القول تقنيا أنه (الحدث) يقع ضمن التوجيهات الصادرة - سيكون هناك الملايين والملايين من الناس الذين ببساطة لن يروا الأمر بهذه الطريقة".
واختتم رئيس الوزراء تصريحه بتقديم اعتذاره إلى مجلس النواب وأولئك الذين لم يتمكنوا من رؤية أحبائهم في ذلك الوقت.
وطالب نواب المعارضة جونسون بالاستقالة من منصب رئيس الوزراء، كما طالبه نواب في حزبه بالتخلي عن منصبه. وواجه رئيس الوزراء ما مجموعه، ثماني مطالبات بالتنحي خلال جلسة استجواب مجلس العموم.
وقال زعيم حزب العمال السير كير ستارمر: "بعد أشهر من الخداع، مشهد مثير للشفقة لرجل خرج عن الطريق الصحيح".
وأضاف: "دفاعه... أنه لم يدرك أنها كانت حفلة، مثير للسخرية للغاية لدرجة أنه في الواقع مسيء للمواطنين البريطانيين".
وتابع: "لقد أُجبر أخيرا على الاعتراف بما يعرفه الجميع، أنه عندما تم إغلاق البلد بأكمله، كان يستضيف حفلات سُكر في داونينغ ستريت. هل سيقوم الآن بفعل الشيء اللائق والاستقالة؟".
وقال جونسون من جهته، إنه يتفهم "غضب" الأشخاص الذين "قدموا تضحيات هائلة خلال هذا الوباء" من فكرة أن "الناس في داونينغ ستريت لا يتبعون تلك القواعد".
وحث النواب على انتظار نتيجة التحقيق الذي يجريه سو غراي ( موظف ذي منزلة كبيرة في الخدمة المدنية في بريطانيا) في الانتهاك المزعوم في داونينغ ستريت لقواعد الاغلاق العام جراء كوفيد، والذي قال إنه سينتهي من تحضيره ويعلن نتائجه "في أقرب وقت ممكن".
وأضاف: "إنني آسف على الطريقة التي تم بها التعامل مع هذا الحدث الذي وصفته. إنني آسف بمرارة. وأتمنى لو كنا فعلنا الأشياء بشكل مختلف".
وقالت المحررة السياسية في بي بي سي، لورا كوينسبرغ، إنها لا تعتقد أن تصريحات جونسون ستنهي المسألة أبداً.
وأضافت أن اعترافه قد يكون قد أتاح له بعض الوقت، لكنه يطلب من حزبه بشكل أساسي انتظار انتهاء التحقيق قبل أن يتخذوا قرارهم.
قال إيان بلاكفورد، رئيس مجموعة نواب الحزب الوطني الاسكتلندي في مجلس العموم، إنه إذا لم يكن لدى جونسون "إحساس بالخجل"، فيجب على أعضاء حزب المحافظين "العمل على إقالته".
وقال السير كريستوفر تشوب من حزب المحافظين إنه شعر بـ "ارتياح كبير" لأن رئيس الوزراء أجاب على "السؤال الأساسي" بشأن ما إذا كان في الحفلة أم لا.
وقال لبي بي سي "بوليتيكس لايف"، إن رئيس الوزراء كان "صادقا حقا" في اعتذاره وإنه "أدرك أنه فعل الشيء الخطأ".
وتصاعد الغضب بعد أن قال شهود إن رئيس الوزراء وزوجته كانا من بين حوالي 30 شخصا في الحفلة التي أقيمت في مايو/أيار 2020.
وتم تسجيل 379 حالة وفاة أخرى بكوفيد-19 في المملكة المتحدة يوم الثلاثاء، فضلا عن 120 ألف و821 حالة إصابة جديدة.
ما هي القواعد التي يشتبه بخرقها؟
نصت التوجيهات الحكومية الخاصة في إنجلترا في 20 مايو/أيار 2020 على أن التجمعات العامة في مكان العمل يجب أن تتم فقط إذا كانت ضرورية وأن "العاملين يجب أن يحاولوا تقليل جميع الاجتماعات والتجمعات الأخرى في مكان العمل". كما كان عليهم أيضا "تقليل عدد الأشخاص الذين تقضي وقتا معهم في بيئة العمل".
بالإضافة إلى انتهاك الحزب لهذه الإرشادات، كان هناك أيضا عدد من القيود القانونية المعمول بها.
وفي ذلك الوقت، لم يكن مسموحا للناس مغادرة منازلهم (أو التواجد خارج المكان الذي يعيشون فيه) من دون تقديم عذر معقول، ويشمل ذلك العمل، أي استحالة العمل من المنزل.
ولذلك، وفي حين أن أي شخص حضر إلى مركز الحزب قد يكون قد انتهك القانون، فقد يقال إن ذلك لا ينطبق على رئيس الوزراء نفسه. وذلك لأن رئيس الوزراء يعيش في داونينغ ستريت وبالتالي لم يغادر منزله من الناحية الفنية كي يحضر الحفلة.
كما يحظر القانون التجمعات في الأماكن العامة لأكثر من شخصين، ما لم يكونوا أفرادا من نفس الأسرة أو كان التجمع "ضروري لأغراض العمل". ومع ذلك، قال المحامون أن داونينغ ستريت ليس مكانا عاما.
COMMENTS