أكدت السلطات الصحية في المملكة المتحدة تسجيل حالات إصابة بفيروس جدري القرود النادر، إذ تم اكتشاف حالتين جديدتين أمس (السبت)، بعد الإعلان ع...
أكدت السلطات الصحية في المملكة المتحدة تسجيل حالات إصابة بفيروس جدري القرود النادر، إذ تم اكتشاف حالتين جديدتين أمس (السبت)، بعد الإعلان عن حالة مكتشفة الأسبوع الماضي لشخص قادم من نيجيريا. إقرأ أكثر
وجدري القرود مرض جلدي نادر يصيب الشخص نتيجة عدوى فيروسية، ويشبه مرض الجدري، فماذا نعرف عنه؟
يعد جدري القرود أحد فصائل الجدري، وهو مرض تم القضاء عليه في عام 1980. ولكنه أقل قابلية للانتقال، ويسبب أعراضاً أكثر اعتدالاً وأقل فتكاً.
* ما أعراض جدري القرود؟
يستمر المرض عادة لمدة أسبوعين إلى أربعة أسابيع، ويمكن أن تظهر الأعراض في أي مكان من خمسة إلى 21 يوماً بعد الإصابة.
وتبدأ أعراض جدري القرود عادة بمزيج من الحمى والصداع وآلام العضلات وآلام الظهر والقشعريرة والإرهاق وتضخم الغدد الليمفاوية.
تضخم الغدد الليمفاوية هو عادة ما يساعد الأطباء على تمييز جدري القرود عن جدري الماء أو الجدري، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية.
بمجرد إصابتك بالحمى، فإن السمة الرئيسية لجدري القرود وهي طفح جلدي سيئ، تميل إلى التطور بعد يوم إلى ثلاثة أيام، وغالباً ما تبدأ على الوجه ثم تنتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم.
وتمر الآفات بعملية نضج قبيحة، من آفات مسطحة إلى آفات بارزة ثم حويصلات، ثم بثور (آفات مليئة بالصديد) ثم أخيراً قشور (آفات قشرية) قبل توقفها عن النمو.
* لماذا يسمى جدري القرود؟
ينتمي فيروس جدري القرود إلى جنس الفيروسات القشرية. تم اكتشافه لأول مرة في عام 1958 عندما حدثت فاشيتان لمرض يشبه الجدري في قرود المختبر المحفوظة للبحث، ومن هنا جاء الاسم.
لكن القرود قد لا تكون هي المسؤولة عن تفشي المرض، ولا يزال المستودع الطبيعي لجدري القردة غير معروف، رغم أن منظمة الصحة العالمية تقول إن القوارض هي الأكثر احتمالاً.
وتقول وكالة الصحة التابعة للأمم المتحدة: «في أفريقيا، تم العثور على أدلة على عدوى فيروس جدري القرود في العديد من الحيوانات بما في ذلك السناجب الحبلية، وسناجب الأشجار، والجرذان الغامبية، والزهور، وأنواع مختلفة من القرود».
* أين يوجد جدري القرود؟
يتسبب جدري القرود البشري بشكل أساسي في تفشي المرض في مناطق الغابات الاستوائية المطيرة في وسط وغرب أفريقيا ولا يُشاهد عادة في أوروبا.
وسجلت جمهورية الكونغو الديمقراطية أول حالة بشرية مسجلة لمرض جدري القرود في عام 1970. ومنذ ذلك الحين، تم الإبلاغ عن حالات في 11 دولة أفريقية: بنين، والكاميرون، وجمهورية أفريقيا الوسطى، وجمهورية الكونغو الديمقراطية، والغابون، وساحل العاج، وليبيريا، ونيجيريا، وجمهورية الكونغو، وسيراليون، وجنوب السودان.
تم ربط أول اندلاع لجدري القرود تم الإبلاغ عنه خارج أفريقيا باستيراد ثدييات مصابة في عام 2003 في الولايات المتحدة، وفقاً لمراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها «سي دي سي» الأميركية.
في الآونة الأخيرة، في عامي 2018 و2019. تم تشخيص إصابة مسافرين من المملكة المتحدة، وواحد من إسرائيل، وواحد من سنغافورة، وجميعهم لديهم تاريخ سفر في نيجيريا، بجدري القرود بعد تفشي المرض بشكل كبير هناك، وفقاً لوكالة الصحة الأوروبية. مركز الوقاية من الأمراض ومكافحتها.
* كيف تصاب بجدري القرود؟
يمكنك التقاط الفيروس من لدغة أو خدش حيوان مصاب، عن طريق تناول لحوم الأدغال، أو الاتصال المباشر بإنسان مصاب أو لمس الفراش أو الملابس الملوثة.
يدخل الفيروس الجسم عن طريق الآفات الجلدية أو الجهاز التنفسي أو الأغشية المخاطية (العين أو الأنف أو الفم).
يُعتقد أن انتقال العدوى من إنسان إلى آخر يحدث في المقام الأول من خلال قطرات كبيرة من الجهاز التنفسي، والتي لا يمكنها عموماً السفر لأكثر من بضعة أقدام، لذلك ستكون هناك حاجة إلى الاتصال وجهاً لوجه لفترة طويلة.
* شدة المرض:
وقالت هيئة خدمات الصحة والخدمات الإنسانية في المملكة المتحدة في بيانها الذي اكتشف حالتين جديدتين لمرض جدري القرود الفيروسي أمس (السبت)، إن مرض جدري القردة «عادة ما يكون مرضاً خفيفاً يشفى من تلقاء نفسه، ويتعافى معظم الناس في غضون أسابيع قليلة».
قال الدكتور كولين براون، مدير الوكالة السريرية للعدوى الناشئة: «من المهم التأكيد على أن جدري القردة لا ينتشر بسهولة بين الناس وأن الخطر العام على عامة الناس منخفض للغاية».
وذكرت السلطات الصحية، أمس (السبت)، أنه تم اكتشاف حالتين جديدتين لمرض جدري القرود في إنجلترا، مضيفة أنهما غير مرتبطتين بالحالة المكتشفة قبل أسبوع.
وقالت وكالة الأمن الصحي البريطانية إن أحدث إصابتين كانتا لشخصين يعيشان في المنزل ذاته، وأشارت إلى أنها تجري تحقيقاً لمعرفة كيفية إصابتهما بالفيروس. ويتلقى أحد المصابين علاجاً في وحدة متخصصة في الأمراض المعدية بأحد المستشفيات، في حين يخضع الآخر للعزل في المنزل.
* معدل الوفيات
رغم أن أعراضه أكثر اعتدالاً من أعراض الجدري، فقد ثبت أنه يتسبب في وفاة ما يصل إلى 11 في المائة من المرضى المصابين مقارنة بنحو 30 في المائة للجدري، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية.
ويعتبر معدل الوفيات أعلى بين الأطفال والشباب والأفراد الذين يعانون من نقص المناعة أكثر عرضة بشكل خاص لخطر الإصابة بأمراض خطيرة.
* العلاج والوقاية:
لا يوجد حالياً أي علاج محدد موصى به لجدري القرود، وعادة ما يختفي من تلقاء نفسه.
يُعتقد أن التطعيم ضد الجدري فعال للغاية في الوقاية من جدري القرود، ولكن بسبب الإعلان عن القضاء على الجدري منذ أكثر من 40 عاماً، لم يعد الجيل الأول من لقاحات الجدري متاحاً لعامة الناس.
COMMENTS