وزير الاستخبارات الإيرانية قال إن يد البريطانيين في الإعلام هي الأكثر وضوحاً (أ ف ب) - وكالات حذر وزير الاستخبارات الإيراني إسماعيل خطيب بر...
وزير الاستخبارات الإيرانية قال إن يد البريطانيين في الإعلام هي الأكثر وضوحاً (أ ف ب) - وكالات |
حذر وزير الاستخبارات الإيراني إسماعيل خطيب بريطانيا من أنها ستدفع ثمن محاولات "زعزعة الأمن" في إيران، وذلك على خلفية دعمها للاحتجاجات التي تلت وفاة مهسا أميني.
تشهد إيران منذ 16 سبتمبر (أيلول) احتجاجات إثر وفاة أميني (22 سنة) بعد ثلاثة أيام من توقيفها من قبل شرطة الأخلاق لعدم التزامها القواعد الصارمة للباس، وقضى العشرات على هامش الاحتجاجات، بينهم عناصر من قوات الأمن، وأوقف مئات في التحركات التي تخللها رفع شعارات مناهضة للسلطات ويعتبرها المسؤولون "أعمال شغب".
وأعربت دول غربية منها بريطانيا عن دعمها للاحتجاجات، وفرضت عقوبات على إيران بسبب "قمع" التحركات، وردت طهران على ذلك بالمثل وفرضت عقوبات على أفراد وكيانات في هذه الدول علماً بأن مسؤولين إيرانيين اتهموا "الأعداء" بالضلوع في "أعمال الشغب".
وقال خطيب في حوار نشرته وكالة "إرنا" الرسمية مقتطفات منه "في الأحداث الأخيرة، كانت يد الكيان الصهيوني في التنفيذ، ويد البريطانيين في الإعلام هي الأكثر وضوحاً".
وأضاف: "لن نكون أبداً مثل بريطانيا داعمين للأعمال الإرهابية وزعزعة الأمن في دول أخرى، لكن لن يكون لدينا التزام بمنع حدوث زعزعة الأمن في هذه الدول، لذلك ستدفع بريطانيا ثمن أفعالها لجعل إيران غير آمنة".
وتنتقد إيران بريطانيا لاستضافتها قنوات ناطقة بالفارسية تعتبرها طهران "معادية"، خصوصا "بي بي سي فارسي" التابعة لهيئة الإذاعة البريطانية، وقناة "إيران إنترناشيونال" التي يتهمها مسؤولون في إيران بتلقي تمويل من خصم إقليمي.
وقال خطيب إن "إيران إنترناشيونال" تعد "منظمة إرهابية من قبل الأجهزة الأمنية الإيرانية، وسيكون عناصرها مطلوبين من قبل وزارة الأمن".
وكانت وزارة الخارجية الإيرانية أعلنت فرض عقوبات على هاتين القناتين في أكتوبر (تشرين الأول)، من ضمن 16 كياناً وفرداً أدرجتهم على قائمتها السوداء رداً على عقوبات بريطانية، كما استدعت الخارجية السفير البريطاني في طهران غير مرة منذ بدء الاحتجاجات، لتؤكد له رفض "تدخل" بلاده في شؤونها الداخلية.
وانعكس خبر التهديد الذي يتعرض له صحافيو "إيران إنترناشيونال" على نطاق واسع في وسائل الإعلام العالمية، بما في ذلك "بي بي سي وورد" و"سي أن أن" و"ديلي تلغراف" ووسائل الإعلام الناطقة بالفارسية.
وعقب تهديد اثنين من صحافيي "إيران إنترناشيونال" من قبل الحرس الثوري الإيراني، ندد مساعد وزير الخارجية البريطانية للشؤون الإيرانية ديفيد راتلي أيضاً بتهديدات الصحافيين الإيرانيين في بريطانيا من قبل الحرس الثوري، ردًا على سؤال بعض الأعضاء من برلمان هذا البلد.
وأكد أن بريطانيا تفرض مجموعة من العقوبات ضد إيران، وأن هذه العقوبات تحد من الأنشطة المزعزعة من قبل النظام الإيراني.
في غضون ذلك، وصفت الأمينة العامة للاتحاد الوطني للصحافيين في بريطانيا العظمى وإيرلندا، ميشيل ستانيستريت، تهديدات الحرس الثوري الإيراني بقتل صحافيي "إيران إنترناشيونال"، بأنها "صادمة وقاسية".
وقالت ستانيستريت، "الضغط على الصحافيين وعائلاتهم بغيض ومن الواضح أنه يأتي لبث الخوف والرعب وله تأثير رهيب في حرية الإعلام".
وقال الأمين العام للنقابة الوطنية لصحافيي بريطانيا العظمى وإيرلندا، "ليس من المستغرب أنه مع انتشار الاحتجاجات ضد النظام في إيران، يكثف إرهابه وترهيبه لوقف الإبلاغ عما يحدث".
وكانت صحيفة "ديلي تلغراف" البريطانية قد أعلنت عن اكتشاف "فريق اغتيال إيراني" بهذا الشأن وكتبت في تقريرها أن هذا الفريق هدد حياة صحافيين اثنين يعملان لصالح "إيران إنترناشيونال" في لندن.
ووفقاً لصحيفة "ديلي تلغراف"، بعد أن شوهد "فريق مراقبة إيراني معاد" خارج منزل ومكتب هذين الصحافيين الأسبوع الماضي، ارتفع مستوى التهديد وأصبح هذان الصحافيان الآن يتمتعان بحماية على مدار 24 ساعة.
ونشر تقرير هذه الصحيفة بعد فترة وجيزة من نشر قناة "إيران إنترناشيونال" التلفزيونية بياناً حول التهديدات الموثوقة التي تلقاها صحافيوها من الحرس الثوري الإيراني.
وجاء في بيان قناة "إيران إنترناشيونال" أن "شرطة العاصمة أبلغت رسمياً صحافيينا البريطانيين-الإيرانيين أن هذه التهديدات تشكل خطراً وشيكاً وموثوقاً وكبيراً على حياتهم وأسرهم".
وأضاف البيان، "صحافيونا يتعرضون للمضايقة على مدار 24 ساعة في اليوم على شبكات التواصل الاجتماعي، لكن هذه التهديدات لحياة الصحافيين الإيرانيين- البريطانيين العاملين في المملكة المتحدة هي تصعيد كبير وخطير لحملة النظام لترويع الصحافيين العاملين في الخارج".
وجاء في جزء آخر من البيان، "هذا التهديد بالقتل للمواطنين البريطانيين على الأراضي البريطانية يأتي بعد أسابيع عدة من تحذيرات الحرس الثوري الإيراني والنظام الإيراني بشأن أنشطة وسائل إعلام ناطقة بالفارسية غير خاضعة للرقابة تعمل في لندن".
يذكر أن "إيران إنترناشيونال" هي قناة إخبارية مستقلة باللغة الفارسية مقرها في المملكة المتحدة وبدأت عملياتها منذ خمس سنوات.
وليست هذه هي المرة الأولى التي تثار فيها تهديدات إيران ضد الإعلام الناطق باللغة الفارسية في بريطانيا، فقبل ثلاث سنوات في أعقاب احتجاجات نوفمبر 2019، طالب اتحاد الصحافيين البريطانيين في بيان يدين تهديد موظفي "إيران إنترناشيونال" والقسم الفارسي في "بي بي سي"، الحكومة الإيرانية بوقف حملة المضايقات بحق الصحافيين الإيرانيين.
وفي الوقت نفسه، أعلن الاتحاد الدولي للصحافيين عن حالات مماثلة، وقال إن صحافيين إيرانيين يعيشون في ألمانيا وفرنسا وجمهورية التشيك تعرضوا للمضايقة والتهديد بالطريقة نفسها.
COMMENTS