تقول جمعيات خيرية إن أطفالاً جوعى لجأوا إلى سرقة الطعام ، إذ يعيش أكثر من 120 ألفاً منهم حالياً في فقر مدقع في المملكة المتحدة. وخلص مسح اس...
تقول جمعيات خيرية إن أطفالاً جوعى لجأوا إلى سرقة الطعام، إذ يعيش أكثر من 120 ألفاً منهم حالياً في فقر مدقع في المملكة المتحدة.
وخلص مسح استقصائي للعاملين [في مجال رعاية الأطفال] إلى أن الوضع قد ساء منذ العام الماضي، مع ارتفاع مستويات الفقر المدقع في أوساط الأطفال والشباب بشكل ملحوظ.
وحذر الموظفون الذين يتعاملون مع الطلاب مباشرة من أن الفقر المتزايد يمنع الأطفال من الذهاب إلى المدرسة، وذلك لأنهم قلقون من التعرض للتنمر بسبب عدم قدرتهم على شراء الملابس المناسبة لهم.
وقالوا إن الآباء اضطروا إلى عدم تناول بعض وجبات طعام ليوفروا الغذاء لأطفالهم، كما أنهم يعيشون من دون تدفئة أو ماء ساخن.
وكشفت ردود المشاركين في الاستقصاء عن مستويات الفقر "المهينة والتي لا يمكن [السماح لها] أن تدوم" التي يواجهها الأطفال في بريطانيا. وتشتمل الردود على الأمثلة التالية [عن معاناة الأطفال]:
-يندفع أطفال لفتح علبة من الفاصوليا الباردة وأكلها بعدما أعطيت لهم لأنهم كانوا جائعين للغاية.
-ترفض طفلة الذهاب إلى المدرسة لأنه لم يكن لديها أي حذاء مناسب من حيث القياس، وكانت تعيش في منزل مظلم من دون تدفئة، كما أجبرها الجوع على سرقة تفاحة [كما لو كانت من شخصيات] "قصة من القرن التاسع عشر".
-تعرض الأطفال ممن لم يستحموا قبل مجيئهم إلى المدرسة إلى التنمر بسبب ملابسهم الممزقة. ولم يتمكن صبي من حضور مقابلة عمل لأنه لا يستطيع دفع أجرة الحافلة وليس لديه ملابس لائقة.
-يعاني طفل يبلغ من العمر ثلاث سنوات من مشكلات حادة في الأسنان لأن أحد والديه كان يغذيه على الحليب والعصير اللذين يساعدانه على الشعور بالشبع وهما أرخص من الطعام العادي.
-شوهد طفل يبلغ من العمر سنتين يلعب بالزر وبعض الزغب على الأرض لأنه لم يكن لديه ألعاب.
أجرت جمعية "باتل يوكى" الخيرية، التي تعمل مع الأطفال والشباب الذين يواجهون أزمات، مسحاً استقصائياً لأكثر من 1000 من العاملين في الخطوط الأمامية ممن يعتنون بشكل جماعي بأكثر من 200 ألف طفل يعانون الفقر.
كان نحو 60 في المئة من الأطفال الذين عملوا معهم يعيشون في فقر مدقع، مما يمثل ارتفاعاً من 45 في المئة في العام السابق و36 في المئة في عام 2021.
وقالت الجمعية الخيرية، التي نشرت تقريرها السنوي عن "حال فقر الأطفال" الجمعة إنه "لذلك، فإن العائلات التي يدعمها موظفونا في الخطوط الأمامية تضم ما يقرب من 122 ألف طفل يعيشون في فقر مدقع".
وأضافت "إن التغيير على أساس سنوي بين مجموعات الاستطلاع الثلاثة الأخيرة يوضح بشكل كبير الظروف المتدهورة بشكل تدرجي بالنسبة إلى الأطفال الذين يعانون الفقر".
وذكرت المؤسسة الخيرية أن مصطلح العوز يصف أدنى مستوى للمعيشة يمكن أن يمر به أي شخص بالغ أو طفل أو شاب، مضيفة أن "الواقع المعيش مهين ولا يمكن [تركه] يدوم".
ورأى جوزيف هاوز، وهو الرئيس التنفيذي لجمعية "باتل يوكى" الخيرية، أن التقرير "يوضح التأثير الكارثي للجائحة ولأزمة كلفة المعيشة".
وكان الاشتراك في الاستطلاع متاحاً للعمال بين أبريل (نيسان) ومايو(أيار) وتلقى [منظموه] 1240 رداً من كل أنحاء إنجلترا واسكتلندا وإيرلندا الشمالية وويلز.
وقالت الجمعية الخيرية إن 57 في المئة، أي أكثر من النصف، من العائلات التي كانت تحاول مساعدتها لا تستطيع شراء ما يكفيها من الطعام والغذاء الصحي، كما لا تقدر 58 في المئة على تحمل كلفة الغاز والكهرباء، وتعيش 63 في المئة منها من دون أسرة وأرائك وأجهزة منزلية أساسية. وكانت عائلات كثيرة، بلغت نسبتها 65 في المئة، محرومة من أدوات تكنولوجيا المعلومات للتعليم أو العمل، فيما قالت 49 في المئة إنها لا تستطيع دفع الإيجار أو ما يعادله.
في إحدى الحالات، أصبحت أسرة بلا مأوى وتعيش في مكان إقامة مع الفطور فيه سجادة متسخة تسبب مشكلات صحية، تتراوح بين الطفح الجلدي إلى السعال.
وأفاد عامل آخر بأنه رأى والدين أثناء إجراءات قبولهما [في المستشفى] بسبب معاناتهما اضطرابات عقلية أصيبا بها جراء ضغوط السكن المكتظ، علماً أنه لم تشخص لديهما من قبل أي مشكلات تتعلق بالصحة العقلية.
في مثال صارخ آخر، كان أحد العاملين المكلفين دعم أحد الوالدين وأربعة أطفال في منطقة إيست ميدلاندز [بوسط إنجلترا] لم يتمكنوا من الوصول إلى سكن الطوارئ.
وقالوا "لا يوجد فندق واحد [متوفر]، أو مكان إقامة مع الإفطار، أو سكن موقت من طريق [شركة] "إير بي أن بي"، أو أي مكان آخر [للسكن] في مدينتنا.
تم إرسال العائلة إلى محطة خدمة على الطريق السريع على بعد 30 ميلاً، وحيث لا يمكن الوصول إلى مرافق الطهي أو محال السوبر ماركت وما إلى ذلك.
وكان عليهم تسجيل المغادرة كل صباح في الساعة 10 صباحاً والانتظار لمعرفة المكان الذي حجزت فيه غرفة الفندق التالية لهم. كانوا يسيرون في الشوارع حتى يسمح لهم الفندق التالي بتسجيل الوصول في الساعة الرابعة مساءً. واستمر الأمر على هذا المنوال لأكثر من شهر".
في الشهر الماضي، قالت وزيرة التعليم جيليان كيغان إن غياب التلاميذ [عن المدارس] وصل إلى مستوى "الأزمة"، وأعربت عن تأييدها مديري المدارس الذين ينقلون الأطفال بسياراتهم إلى المدرسة إذا لزم الأمر.
وأظهرت الأرقام التي صدرت في وقت سابق من هذا العام أن نحو 125 ألف تلميذ تغيبوا بشكل سيئ جداً في العام الماضي، مما يعني أنهم غابوا بشكل متكرر أكثر مما حضروا في الصفوف المدرسية.
قال متحدث باسم الحكومة إن "عدد الأطفال الفقراء صار أقل بـ400 ألف طفل منذ عام 2010، ولكننا نعلم أن ضغوط كلفة المعيشة تشكل عبئاً على ميزانيات العائلات، وهذا هو السبب الذي يحملنا على تقديم دعم مالي قياسي يبلغ متوسطه 3300 جنيه استرليني لكل أسرة وبذل مزيد من الجهود لخفض التضخم والمساعدة على جعل أموال الجميع تكفيهم فترة أطول".
وتابع أن " سياسة -الطفلين [حصر المساعدات الحكومية بطفلين] تطلب من العائلات اتخاذ القرارات المالية نفسها مثل الأسر التي تعيل نفسها من خلال العمل فقط، وهناك إعفاءات دقيقة".
COMMENTS