المتظاهرون يتجمعون خارج مدرسة باتلي النحوية في عام 2021. ولا يزال المعلم الذي عرض رسمًا كاريكاتوريًا لمحمد في فصل الدراسات الدينية مختبئًا -...
المتظاهرون يتجمعون خارج مدرسة باتلي النحوية في عام 2021. ولا يزال المعلم الذي عرض رسمًا كاريكاتوريًا لمحمد في فصل الدراسات الدينية مختبئًا - جيتي |
بدأت الحكومة البريطانية بإعداد لائحة تعليمات رسمية تمنع اتهام المعلمين بالتجديف سواء من قبل المدارس أو الجماعات الدينية. كما تحرر المدارس من إلزامية التشاور مع الأهالي والفعاليات الدينية في شأن المحتوى والمناهج المقدمة للطلبة في هذا المجال. واستندت التعليمات الجديدة على دراسة مستقلة لفتت إلى ازدياد تطرف الاحتجاجات التي تلتئم بحجة الدفاع عن الرموز والمسلمات في الكتب المقدسة.
تعد الحكومة البريطانية قائمة تعليمات جديدة للمدارس تحمي حرية التعبير بالنسبة للمعلمين، وتمنع توجيه تهمة التجديف لهم عند الحديث عن الرموز الدينية في فصولهم الدراسية.
كذلك تمنع التعليمات تعليق عمل موظف أو دراسة طالب توجه له هذه التهمة.
وعلى عكس المناهج الجنسية، تمنح التعليمات للمدارس حق عدم التشاور مع أهالي الطلبة أو الجماعات الدينية في تصميم مناهجها المعدة لتدريس هذا المجال.
التعليمات وفقاً لصحيفة "ذا تليغراف"، هي جزء من توصيات لجنة مستلقة شكلت للبحث في اتساع رقعة العنف السياسي والاضطرابات بعد مجموعة احتجاجات شهدتها البلاد في الأعوام الأخيرة، فخرجت اللجنة بأكثر من 40 توصية للمؤسسات العامة، من بينها نصائح يفضل اتباعها بعد أن بات المعلمون يفرضون رقابة على أنفسهم ليتجنبوا الاتهام بالإساءة عند تعليم القضايا المتعلقة بالدين أو العرق أو الجنس.
على ضوء توصيات اللجنة التي صاغ تقريرها النهائي اللورد والني، بدأت الحكومة إعداد قائمة التعليمات الجديدة لتصل إلى المدارس مطلع العام الدراسي المقبل، ويكون تنفيذها ملزماً إلا في حالات استثنائية.
ونقلت "ذا تليغراف" عن مصادر مطلعة لم تسمها، أن "تقرير والني" قد تأثر بحوادث تجديف وقعت بحق المدرسين في بريطانيا خلال الأعوام القليل الماضية وتم التعامل معها بـ"طريقة غير صحيحة".
من بين هذه الحوادث ما حدث عام 2021 في بلدة باتلي غرب منطقة يوركشاير، حين أظهر مدرس للتلاميذ رسماً كاريكاتيرياً للنبي محمد من مجلة "شارلي إيبدو" الفرنسية الساخرة، فتجمع أشخاص أمام المدرسة مهددين بقتل المعلم، مما اضطره للاختباء حتى الآن.
ثمة حادثة ثانية في المنطقة ذاتها تمثلت باحتجاجات على تضرر نسخة من القرآن في إحدى المدارس.
وثالثة في مدينة برمنغهام عندما تظاهر رجال أمام مدرسة تدرس مناهج حول المثليين بحجة أن هذا يتعارض مع العقيدة الإسلامية.
التعامل مع التجديف
أظهرت دراسة متخصصة أن الحوادث السابقة دفعت بمدارس إلى مراقبة المحتوى الديني المقدم للطلبة. كما جعلت معلمين يمارسون رقابة ذاتية على أنفسهم خوفاً من الاتهام بالإساءة للرموز الدينية. ووجد استطلاع أجرته مؤسسة "يوغوف" العام الماضي أن واحداً من كل ستة معلمين قلص الدروس الدينية بعد "حادثة باتلي".
يوصي "تقرير والني" بأن تصدر وزارة التعليم للمدارس إرشادات قانونية حول كيفية إدارة الحوادث المتعلقة بالتجديف، تنص على دعم حرية التعبير للمعلمين ومنع تعليق عمل المدرس الذي يتورط في تلك الحوادث.
وحظر تقديم المدرسة لأي معلومات تكشف هويته أو توصل المحتجين إليه، كما حدث مع معلم باتلي الذي اضطر إلى مغادرة المنطقة مع زوجته وأولاده الأربعة خوفاً على حياته وحياتهم.
"تقرير والني" هو أحدث دراسة رسمية تحذر من تصاعد الترهيب والتهديد بالعنف ضد من يتهمون بالإساءة إلى الأديان في المملكة المتحدة. سبقه قبل أشهر قليلة فقط، بحث مستقل أيضاً لصالح جهاز مكافحة التطرف، أظهر أن الاحتجاجات التي تدين أعمال التجديف باتت أكثر تواتراً وتشدداً. لكنه لم ينصح بمنع هذا الحراك، وإنما ضبطه بدرجة أكبر من المسؤولية وحظر أداوت تهديده لحياة الناس.
COMMENTS