ثلثا المزارع في بريطانيا ستتأثر بفواتير ضريبية كبيرة مما قد يضطر المزارع العائلية إلى البيع أو يجعلها غير قابلة للاستمرار.
Thousands of farmers will join the protest in London on 19 November, eight months after a protest over food imports in March - Reuters |
الاندبندنت || يستعد المزارعون لتنظيم احتجاج جماعي في وسط لندن في الـ19 من نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري، رفضاً لخطط الحكومة حول ضريبة الميراث، بعدما طلب الاتحاد الوطني للمزارعين من المؤيدين البقاء بعيداً من العاصمة في حال عدم امتلاكهم تذاكر حضور حدث الضغط، الذي يتوقع أن يشهد إقبالاً كثيفاً.
وسينظم الاحتجاج تزامناً مع فعالية "الضغط الجماعي" للاتحاد الوطني للمزارعين في مركز مؤتمرات "تشيش هاوس" القريب من ساحة البرلمان، والذي يسع 600 شخص.
وبسبب الإقبال المتزايد من المزارعين، قرر الاتحاد مضاعفة عدد الحضور إلى 1800 شخص عبر ثلاث جولات للقاء أعضاء البرلمان، مناشداً المزارعين الآخرين بعدم السفر إلى لندن، مؤكداً أن الحدث قد وصل إلى طاقته الاستيعابية القصوى.
وبسبب الإقبال المتزايد من المزارعين، قرر الاتحاد مضاعفة عدد الحضور إلى 1800 شخص عبر ثلاث جولات للقاء أعضاء البرلمان، مناشداً المزارعين الآخرين بعدم السفر إلى لندن، مؤكداً أن الحدث قد وصل إلى طاقته الاستيعابية القصوى.
وفي رسالة وجهها الاتحاد الوطني للمزارعين إلى أعضائه، قال "لا يمكننا توسيع الحدث أكثر من ذلك"، مشيراً إلى "قضايا قانونية" تفرض قيوداً على الحضور في وستمنستر.
وأضاف البيان "لا يمكننا المخاطرة بسلامة الأعضاء أو الجمهور، أو فقدان الدعم العام بسبب تظاهرة غير قانونية."
وأضاف البيان "لا يمكننا المخاطرة بسلامة الأعضاء أو الجمهور، أو فقدان الدعم العام بسبب تظاهرة غير قانونية."
وعلى رغم التحذيرات فمن المتوقع أن ينضم آلاف المزارعين إلى الاحتجاج، إذ سيبقى نحو 1200 منهم في الخارج بينما يكون 600 آخرون داخل المركز، ولتفادي أي مواجهات مع السلطات أو دعاية سلبية، تواصل عدد من المؤثرين الزراعيين مع شرطة العاصمة للحصول على إذن بتنظيم مسيرة قانونية في اليوم نفسه في وسط لندن.
وقال «أولي هاريسون»، مزارع من ميرسيسايد وصانع محتوى على موقع "يوتيوب" ومنظم للاحتجاج، لصحيفة "التايمز"، "لم نكن نسعى خصوصاً إلى تنظيم هذا الحدث، لكن لم يكن هناك أحد آخر يفعل أي شيء. ما لا نريده هو أن يشعر سكان ويذرسبونز بالملل. نرغب أيضاً في تحقيق أكبر تبرع لبنك الطعام على الإطلاق، لأننا ننتج الغذاء، وعلينا فقط إيجاد موقع في متروبوليتان يكون مناسباً لهم وللمدينة. إذا كان المزارعون يتوجهون إلى لندن، فسيكون هناك بالتأكيد مكان يستقبلهم الآن".
ويطلب من المزارعين والداعمين التسجيل عبر الإنترنت للمشاركة في الاحتجاج حتى يتمكن المنظمون من التخطيط لعدد الحضور المتوقع. حدث ارتباك بين المزارعين بسبب اعتقاد البعض أن حدث الاتحاد الوطني للمزارعين (NFU) كان احتجاجاً جماعياً، مما دفع كثيراً منهم إلى حجز وسيلة نقل إلى لندن على رغم أنهم لم يسجلوا مع الاتحاد.
حجز «جيريمي كلاركسون»، الذي حقق برنامجه "مزرعة كلاركسون" على منصة "أمازون" نجاحاً عالمياً، بحجز حافلة للسفر إلى لندن برفقة عمال زراعيين من منطقة كوتسوولدز، إلا أنه أرجأ خططه بعدما دعا الاتحاد الوطني للمزارعين الأشخاص غير المسجلين إلى عدم الحضور.
وقال كلاركسون لصحيفة "ذا صن" الخميس الماضي، قبل تأكيد شرطة متروبوليتان إمكانية حدوث احتجاج، "أردنا الاحتجاج بطريقة محترمة وعقلانية، ولهذا السبب حجزت الحافلة بدلاً من التسبب في اضطراب باستخدام الجرارات والمركبات الزراعية".
الأصول الزراعية وضريبة الميراث
وفي موازنة الأسبوع الماضي، أعلنت وزيرة الخزانة «راشيل ريفز»، أن الأصول الزراعية التي تزيد قيمتها على مليون جنيه استرليني (1.2 مليون دولار) ستخضع، وللمرة الأولى منذ عام 1992، لضريبة الميراث بنسبة 20 في المئة. وعلى رغم ذلك تؤكد الحكومة أنه مع الاستفادة من إعفاءات ضريبية أخرى، قد تصل العتبة في بعض الحالات إلى ما يقارب 3 ملايين جنيه استرليني (3.8 مليون دولار).
وتصر وزارة الخزانة على أن ربع المزارع فقط ستصل إلى عتبة المليون جنيه استرليني (1.2 مليون دولار)، لكن الاتحاد الوطني للمزارعين أفاد بأن بيانات وزارة البيئة والغذاء والشؤون الريفية تشير إلى أن ما يصل إلى ثلثي المزارع ستتأثر بفواتير ضريبية كبيرة، مما قد يضطر المزارع العائلية إلى البيع أو يجعلها غير قابلة للاستمرار.
وذكر الاتحاد الوطني للمزارعين أن التغييرات في إعفاء الممتلكات الزراعية والتجارية تستند إلى "بيانات غير دقيقة" وستؤدي إلى "تدمير" المزارع العائلية.
وكانت ريفز تأمل في استهداف الأثرياء الذين يستثمرون في عقارات شاسعة لتجنب ضريبة الميراث، بهدف جمع 520 مليون جنيه استرليني (671.9 مليون دولار) سنوياً بحلول عام 2029.
من جانبه رفض رئيس الوزراء «كير ستارمر» إعادة النظر في فرض ضريبة الميراث على المزارعين في أسئلة لرئيس الوزراء. وقال ستارمر "نحن نستمع إلى المزارعين"، مشيراً إلى اجتماع عقده وزير البيئة، «ستيف ريد»، مع مسؤولي الاتحاد الوطني للمزارعين الإثنين الماضي، وزعم أن "الغالبية العظمى من المزارعين لن يتأثروا".
بنك الطعام
وقال «كلايف بيلي»، مزارع من ستافوردشاير ومؤسس موقع "منتدى المزارعين" الذي يسهم في تنظيم الاحتجاج، إنهم لا يرغبون في تدفق الجرارات إلى العاصمة. وأوضح "نشعر بأن لدينا دعماً شعبياً كبيراً لهذا الأمر ولا نريد فعل أي شيء قد يهدد هذا الدعم. وعلى رغم وجود بعض الأصوات التي تدعو إلى أساليب أكثر تصعيداً مثل إغلاق الطرق أو إشعال الإطارات، فإننا لا نريد أن ينتهي المطاف بأحد في السجن ولا نرغب في إزعاج الجمهور، فقط نريدهم أن يفهموا أهمية هذه القضية وأهمية الأمن الغذائي"، وأضاف "هذه هي الفكرة وراء التبرع لبنك الطعام، لأننا نهدف إلى إطعام الناس وليس إزعاجهم. بالتأكيد هذه ليست دعوة لإحضار الجرارات إلى لندن وتعطيل حركة العاصمة".
وقالت المتحدثة باسم شرطة العاصمة "نحن على علم بأن هناك عدداً من الفعاليات يجري التخطيط لها حالياً استجابة للإعلانات الأخيرة حول الموازنة التي تؤثر في المزارعين. وأكد الاتحاد الوطني للمزارعين أن فعاليتهم في مركز المؤتمرات في وستمنستر في الـ19 من نوفمبر الجاري، لن تكون احتجاجاً". وأضافت "لم يصدر هذا القرار بناءً على توصية من شرطة العاصمة، ولم نمنع في أي وقت أحداً من المشاركة في مسيرة في هذا التاريخ". وأضافت شرطة العاصمة "سنكون على استعداد للتعاون مع أي منظمة أو فرد يرغب في تنظيم احتجاج سلمي أو تظاهرة في لندن، ونتواصل باستمرار مع الاتحاد الوطني للمزارعين، كما تطبق خدمة شرطة العاصمة الإطار التشريعي ذاته على كل إخطار نتلقاه، من دون أي تمييز، لضمان الوفاء بمسؤولياتنا الشرطية الأساسية. نسعى إلى حماية الجمهور ومنع الجريمة والفوضى وتقليل الاضطرابات في مجتمعات لندن".
وقالت المتحدثة باسم الاتحاد الوطني للمزارعين إن الاحتجاج الإضافي الذي ينظمه المزارعون "ليس مفاجئاً في ظل حرص عديد من المزارعين في جميع أنحاء البلاد على ضمان سماع أصواتهم، ونتمنى لهم التوفيق في ذلك"، وأضافت "يظل تركيزنا في الـ19 من نوفمبر الجاري، على دعم أعضائنا من خلال عقد جلسة ضغط جماعي، لتمكينهم من لقاء نوابهم وحثهم على وقف فرض ضريبة على المزارع العائلية، التي ستلحق أضراراً كبيرة بالزراعة البريطانية كما نعرفها".
COMMENTS