هناك حالياً أكثر من 100 ألف ملف لسوريين طلبوا الحصول على الحماية الدولية في الدول الأعضاء الـ27 للاتحاد الأوروبي.
بعد سقوط نظام بشار الأسد في 8 كانون الأول/ديسمبر، بات مصير أكثر من 100 ألف لاجئ سوري في الدول الأوروبية معلقاً. ففي ألمانيا التي تستقبل العدد الأكبر من السوريين في القارة العجوز، هناك أكثر من 47 ألف سوري ممن عُلقت طلباتهم، فيما اتخذت دولا أخرى قرارات مماثلة لا سيما اليونان والنمسا وفرنسا والسويد وغيرها.
مهاجرنيوز || بعد سقوط نظام الأسد، قررت المملكة المتحدة والعديد من الدول الأوروبية تعليق دراسة ملفات طالبي اللجوء السوريين، ريثما يتضح شكل سوريا الجديد وتعيد تلك الدول تقييمها حول الوضع.
مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، وصفت الوضع الحالي في سوريا بأنه "غير مؤكد ومتغير للغاية"، لكنها اعتبرت في الوقت نفسه أن "تعليق معالجة طلبات اللجوء المقدمة من السوريين أمر مقبول طالما أن هؤلاء الأشخاص يستطيعون التقدم بطلبات اللجوء".
وبالتالي تشدد المفوضية على أهمية استلام ملفات طالبي اللجوء السوريين، واستمرار "منح طالبي اللجوء السوريين الذين ينتظرون استئناف البت بشأن طلباتهم نفس الحقوق التي يتمتع بها جميع طالبي اللجوء الآخرين، بما في ذلك فيما يتعلق بشروط الاستقبال. ولا ينبغي إعادة أي طالب لجوء قسرا، لأن هذا من شأنه أن ينتهك التزام الدول بمبدأ عدم الإعادة القسرية".
وفيما يحاول ملايين اللاجئين السوريين تقييم الوضع المتغير بسرعة ويفكرون في مستوى الأمان في سوريا وفي مدى احترام حقوقهم، "يجب منحهم المساحة للقيام بذلك دون أي ضغط"، قبل أن يتمكنوا من اتخاذ قرار طوعي مستنير بالعودة إلى ديارهم، بحسب بيان المفوضية.
واعتبرت منظمة "Pour La Solidarité" البلجيكية أن التعليق السريع لملفات السوريين يعكس "التأثير المتزايد للأحزاب اليمينية المتطرفة على سياسات الهجرة. ونجحت هذه الأحزاب من خلال تقدمها الانتخابي الكامل، في فرض خطاب الكراهية والرفض للهجرة كأولوية في المناقشات العامة".
ووفقا لوكالة اللجوء التابعة للاتحاد الأوروبي (EUAA)، هناك حالياً أكثر من 100 ألف ملف لسوريين طلبوا الحصول على الحماية الدولية في الدول الأعضاء الـ27 للاتحاد الأوروبي.
ألمانيا
تستقبل ألمانيا العدد الأكبر من السوريين في أوروبا، إذ يعيش حوالي مليون سوري فيها، يصنف حوالي 700 ألف منهم كلاجئين. وقررت تعليق النظر في طلبات لجوء السوريين لمدة مؤقتة، وفقا لمتحدث باسم مكتب الهجرة واللاجئين (BAMF).
وقال المصدر ذاته إن عدد طلبات اللجوء المعلقة المقدمة من سوريين تبلغ حاليا ما يزيد على 47 ألف طلب، منها 46 ألفا و81 طلبا أوليا.
اليونان
قال وزير الهجرة اليوناني «نيكوس بانايوتوبولوس»، إن بلاده قررت "بشكل مؤقت تجميد كل إجراءات" طلبات لجوء السوريين، "إلى أن نتمكن من إجراء تقييم المعطيات الجديدة" في سوريا. ووفقاً للأرقام الرسمية، يوجد حاليا 9 آلاف طلب لجوء معلقة.
وقال المتحدث باسم الحكومة اليونانية «بافلوس ماريناكيس» خلال مؤتمر صحفي إن سقوط الأسد "من شأنه أن يفتح الطريق أمام عودة اللاجئين السوريين إلى ديارهم بأمان تام"، مضيفا أن هذا "من شأنه أن يمثل نهاية تدفق اللاجئين من هذا البلد".
النمسا
أما في النمسا التي يعيش فيها حوالي 100 ألف سوري، علقت السلطات 7300 طلب لجوء مقدم من السوريين.
أصدر المستشار النمساوي «كارل نيهمر» تعليماته لوزارة الداخلية بتعليق دراسة طلبات لجوء السوريين. كما تم تعليق لم شمل الأسر السورية في النمسا، وفقاً لقناة ORF النمساوية.
وأشارت وكالة رويترز إلى أن السلطات النمساوية يمكن أن تقدم مساعدة مادية قدرها 1000 يورو لأي سوري يغادر البلاد طوعا.
بريطانيا
من جهتها، علّقت وزارة الداخلية البريطانية في اليوم التالي لسقوط نظام بشار الأسد، أي في 9 كانون الأول/ديسمبر 2024، طلبات اللجوء لنحو 6500 سوري، وذلك في بيان قصير تلته وزيرة الداخلية «إيفيت كوبر».
وأكدت كوبر أن المملكة المتحدة "أوقفت قرارات اللجوء بشأن الحالات القادمة من سوريا بينما تقوم وزارة الداخلية بمراجعة ومراقبة الوضع الحالي".
فرنسا
قال وزير الخارجية الفرنسية «جان نويل بارو» لقناة "آر تي إل"، الأحد 5 كانون الثاني/يناير 2025، إنه "هناك اليوم 700 طلب لجوء لسوريين يجري فحصها من قبل المكتب الفرنسي لحماية اللاجئين وعديمي الجنسية (الأوفبرا)، والتي علقتها السلطات في انتظار معرفة المزيد" عن الأوضاع في سوريا.
ويستفيد حوالي 45 ألف سوري من وضع اللاجئ السياسي على الأراضي الفرنسية.
الدنمارك
وجاء قرار كوبنهاغن تعليق دراسة الملفات الجديد للسوريين بشكل يتماشى مع السياسة المتشددة التي تنتهجها البلاد، لا سيما وأنها أول دولة أوروبية عملت على احتجاز طالبي اللجوء السوريين في مراكز ترحيل قبل سقوط النظام السوري.
وبعد يوم واحد على هروب الأسد، قالت هيئة استئناف اللاجئين الدنماركية إنها أوقفت النظر في 69 حالة تتعلق بطلبات اللجوء السورية التي كانت تتعامل معها، مشيرة إلى "الوضع غير المؤكد للغاية".
السويد
قالت وكالة الهجرة السويدية إنها ستوقف مؤقتا اتخاذ القرارات بشأن طلبات اللجوء والترحيل للسوريين. وقال «كارل بيكسليوس»، رئيس الشؤون القانونية في الوكالة، في بيان إنه "نظرا للوضع، فمن غير الممكن ببساطة تقييم أسباب الحماية في هذا الوقت".
وفي تصريح لمهاجرنيوز، قالت إدارة الهجرة السويدية إن هناك حوالي 600 طلب لجوء حالي للسوريين (447 طلب أولي، 109 في محكمة الاستئناف، 70 قضية معلّقة بسبب عوائق قانونية).
وأوضحت أن التعليق يخص بشكل أساسي الطلبات المقدمة لأول مرة، فيما "لا يزال بإمكان مصلحة الهجرة السويدية اتخاذ القرارات في طلبات تمديد التصاريح" وأضافت أنه منذ 10 كانون الأول/ديسمبر من العام الماضي، تم اتخاذ 231 قرارا" لتمديد تصاريح الإقامة.
بلجيكا
واتخذت بروكسل قراراً مماثلاً، فيما تشير الأرقام الرسمية إلى إن هناك 4,725 سورياً قدموا طلبات لجوء حتى شهر تشرين الأول/أكتوبر عام 2024.
وقال مفوض اللاجئين في بلجيكا «أوليفييه براسور»، إن بلاده قررت "إيقاف معالجة طلبات اللجوء للسوريين مؤقتا"، وستُوضع الطلبات في الوقت الحالي "قيد الانتظار، حتى تتضح الأوضاع في سوريا". لكنه أضاف أنه "في الأثناء، ما زال من حق الناس الحصول على المأوى".
وعلى مدى العقد الماضي، حصل حوالي 35 ألف سوري على الحماية في بلجيكا، ولا يزال السوريون يشكلون الجنسية الرئيسية لطلبات اللجوء خلال عام 2024.
هولندا
واتباعا لباقي الدول الأوروبية، اتخذت وزيرة اللجوء والهجرة تعليق اتخاذ قرارات بشأن طلبات لجوء السوريين لمدة 6 أشهر.
وأوضحت دائرة الهجرة والتجنيس (IND) أن ذلك بسبب عدم وضوح الوضع في سوريا والافتقار إلى المعلومات الكافية "لاتخاذ قرارات دقيقة".
وبحسب أرقام وزارة الداخلية الهولندية، يبلغ عدد السوريين الذين تقدموا بطلب لجوء أولي بين بداية عام 2024 وتشرين الثاني/نوفمبر 10,805 شخص.
COMMENTS