تحذيرات حمراء صدرت بشأن حمى القش - لماذا أصبحت أسوأ هذا العام؟

حمى القش هي في الأساس حساسية تجاه حبوب اللقاح Pollen، وهي عبارة عن مسحوق ناعم تنتجه النباتات كجزء من دورة تكاثرها.

allergyuk.org

من المتوقع أن يكون هذا العام أكثر خطورة على بعض المصابين بحمى القش hay fever أو التهاب الأنف التحسسي، المعروف أيضاً باسم طلاع، إلا أن تغير المناخ قد يشكل تهديدًا طويل الأمد.

نلقي هنا نظرة على كيفية تسبب حبوب اللقاح في حمى القش، ومتى يكون موسمها، ولماذا قد تزداد سوءًا هذا العام.

أصدرت هيئة الأرصاد الجوية تحذيرات حمراء لمرضى حمى القش في معظم أنحاء المملكة المتحدة للأيام القليلة المقبلة.

وتقول الأرصاد الجوية إنه سيكون هناك عدد مرتفع للغاية من حبوب لقاح شجر البتولا birch "شجرة القُضبان أو شجرة القضيب أو أو التَّامُول أو البَتُولا أو البتولة أو السَّندر و‏ هو جنس من الأشجار النفضية يتبع الفصيلة القضبانية" والرماد في معظم الأيام حتى يوم الثلاثاء على الأقل في منطقة ويست ميدلاندز ولندن وجنوب شرق إنجلترا وجنوب غرب إنجلترا.

من المتوقع أن تشهد ويلز عددًا كبيرًا جدًا من حبوب اللقاح يومي الاثنين والثلاثاء.

فيما يلي نظرة على كيفية تسبب حبوب اللقاح في الإصابة بحمى القش، ومتى يكون موسمها ولماذا قد يشعر المصابون بها بشكل أسوأ هذا العام؟

ما الذي يسبب حمى القش؟

حمى القش هي في الأساس حساسية تجاه حبوب اللقاح Pollen، وهي عبارة عن مسحوق ناعم تنتجه النباتات كجزء من دورة تكاثرها.

تحتوي حبوب اللقاح على بروتينات ويعاني الأشخاص من رد فعل تحسسي تجاه هذه البروتينات - حمى القش هي إحدى تلك التفاعلات، إلى جانب الربو التحسسي والأكزيما.

وتحدث هذه الأعراض عندما يتفاعل الجهاز المناعي مع حبوب اللقاح في الجسم لإنتاج الهيستامين ومواد كيميائية أخرى، وفقا لمكتب الأرصاد الجوية.

تحدث حمى القش عادة بسبب حبوب لقاح العشب، على الرغم من أن أنواع أخرى من حبوب اللقاح - والتي يبلغ عددها حوالي 30 نوعًا - يمكن أن تؤدي أيضًا إلى ظهور الأعراض.

تساعد الحشرات والرياح على انتشار حبوب اللقاح، كما يؤثر الطقس بشكل كبير على كمية حبوب اللقاح التي يتم إطلاقها وانتشارها.

قد يأمل مرضى حمى القش في أيام ممطرة، عندما يمكن إزالة حبوب اللقاح من الهواء، في حين أنها تنتشر بسهولة في الأيام الحارة والرطبة والعاصفة.

وتقول هيئة الأرصاد الجوية إن عدد حبوب اللقاح يصل إلى أعلى مستوياته في وقت مبكر من المساء في الأيام المشمسة، وهذا هو الوقت الذي من المرجح أن تعاني فيه من أعراض حمى القش.

متى يكون موسم حمى القش؟

هناك ثلاثة أنواع مختلفة من مواسم حمى القش، والتي تسببها أنواع مختلفة من حبوب اللقاح.

يأتي لقاح الأشجار أولاً، عادةً من أواخر مارس إلى منتصف مايو، ويؤثر على حوالي 25% من المصابين بحمى القش. وهذا ما نشهده الآن.

يؤثر حبوب لقاح العشب على غالبية المصابين بحمى القش، نظرًا لتكاثر حوالي 150 نوعًا منها في آنٍ واحد. وللحبوب ذروتين، ويستمر موسمها عادةً من مايو/أيار إلى يوليو/تموز.

حبوب لقاح الأعشاب هي المحفز الثالث، ويمكن إطلاقها في أي وقت، على الرغم من أن الموسم يغطي عادة نهاية يونيو/حزيران إلى سبتمبر/أيلول.

لماذا الأمر أسوأ هذا العام؟

تقول الدكتورة «بيفرلي آدامز-جرووم»، كبيرة علماء حبوب اللقاح والمتنبئة بحبوب اللقاح في جامعة ورسستر، إن مرحلة حبوب لقاح الأشجار في موسم حمى القش بين مارس/آذار ومنتصف مايو/أيار ستكون أكثر شدة بالنسبة للمصابين.

وقالت لشبكة سكاي نيوز إن الناس من المرجح أن يعانون من أعراض أكثر حدة بسبب ارتفاع عدد حبوب اللقاح بشكل خاص، قائلة إن ذلك يعود إلى عاملين.

"أولاً وقبل كل شيء، تميل الأشجار التي تنتج حبوب لقاح مسببة للحساسية في المملكة المتحدة إلى أن تشهد سنوات متناوبة من الشدة العالية والمنخفضة - وهذا العام هو عام الشدة العالية".

"ثانياً، كان الطقس مناسباً لإنتاج كميات كبيرة من حبوب اللقاح في الصيف الماضي عندما كانت حبوب اللقاح قد تشكلت في البراعم."

كان شهر يونيو/حزيران 2024 دافئًا وجافًا بشكل خاص، مما يعني إنتاج المزيد من حبوب اللقاح في أشجار البتولا، مما أدى إلى موسم حبوب لقاح أكثر شدة في الأشجار.

وتضيف أن المناطق الوسطى من المملكة المتحدة تتأثر بشكل خاص. أما المناطق الجنوبية والشرقية فتتأثر بشكل أقل بسبب فترات الرياح الباردة في الربيع، والتي عادةً ما تقلل من كمية حبوب اللقاح المنبعثة.

وتقول إن موسم حبوب اللقاح العشبية من المرجح أن يكون حول المتوسط ​​هذا العام، ولكن من المبكر بعض الشيء معرفة ذلك على وجه اليقين.

لماذا قد تسوء الأمور على المدى الطويل؟

قد يؤدي تغير المناخ إلى تفاقم حمى القش بعدة طرق، وفقًا لبحث أجرته وكالة الأمن الصحي بالمملكة المتحدة (UKHSA):

• قد تُطيل التغيرات في درجات الحرارة وهطول الأمطار موسم حبوب اللقاح في المملكة المتحدة، وقد تزيد من تركيزاتها.

• قد تُغير هذه التغيرات من فعالية حبوب اللقاح، مما يجعل جزيئات حبوب اللقاح المفردة عاملًا مُسببًا للحساسية أكثر خطورة.

• يؤثر تغير المناخ على التوزيع الجغرافي للنباتات المُسببة للحساسية، حيث تُصنف الأنواع الغازية مثل نبات الأمبروزيا (الرجويد الشائع) على قائمة المراقبة. يُمكن لنبتة واحدة من نبات الرجيد أن تُنتج مليار حبة من حبوب اللقاح في الموسم، ويُسبب لقاحها ردود فعل تحسسية شديدة.

وبحسب الدكتورة «آدامز-جرووم»، فإن تغير المناخ له تأثير بالفعل، لأنه يؤدي إلى ارتفاع درجات الحرارة في شهر يونيو/حزيران مثل الذي شهدناه في العام الماضي، مما أدى إلى ارتفاع عدد حبوب اللقاح.

كيف يمكن علاج حمى القش؟

لسوء الحظ لا يوجد علاج لحمى القش، ولا يمكن منعها، لذا فإن الخيار الوحيد للمصابين هو محاولة إدارة أعراضها.

تتضمن النصائح لتخفيف الأعراض ما يلي:

• ضع الفازلين حول فتحتي الأنف لحبس حبوب اللقاح.
• ارتدِ نظارات شمسية حول العينين لمنع دخول حبوب اللقاح إلى العينين.
• ابق في الداخل كلما أمكن ذلك.
• احصل على نصيحة من الصيادلة بشأن العلاجات بما في ذلك قطرات أو أقراص أو بخاخات الأنف المضادة للهيستامين.

نبذة تاريخية عن حمى القش

منذ ما يقرب من 200 عام، لاحظ طبيب مقيم في لندن يدعى «جون بوستوك» أنه يعاني من حكة في الحلق، والتهاب في العينين، وتهيج في الأنف خلال الأشهر الأكثر دفئًا.

وجد 28 مريضًا آخرين يعانون من نفس الأعراض، دون تفسير.

صاغ مصطلح حمى القش، ولكن لم يُصِغ العالم «تشارلز بلاكلي»، الذي عانى من الأعراض بنفسه، فرضيةً صحيحةً بأن حبوب اللقاح هي السبب إلا عام 1859.

وبالانتقال إلى يومنا هذا، يُقدر أن حوالي 13 مليون شخص في المملكة المتحدة يعانون من حمى القش.